رفعت ألمانيا "مستوى التأهب"، اليوم الخميس، بموجب خطتها الطارئة بشأن تأمين إمدادات الغاز، ما قرّب البلاد خطوة من التقنين، عقب انخفاض بنسبة 60% في عمليات التسليم من موسكو عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم".
وقال وزير الاقتصاد والمناخ روبرت هابيك، في مؤتمر صحافي: "نحن نواجه أزمة غاز. الغاز أصبح الآن سلعة نادرة".
وفي إطار المرحلة الثانية من الخطة، ستكون الحكومة قادرة على "دعم" الجهات الفاعلة في السوق لمواجهة الأسعار المرتفعة. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الخطة، فستسمح للبلاد بتنظيم التقنين. وأشار هابيك إلى أن روسيا تستخدم الغاز "كسلاح" ضدّ ألمانيا، رداً على دعم الغرب لأوكرانيا منذ بداية غزو موسكو لها.
وتعتمد ألمانيا، مثل عدد من الدول الأوروبية الأخرى، على واردات الغاز الروسي بشكل كبير لتلبية احتياجاتها. وقلّصت مجموعة غازبروم الروسية للغاز هذا الأسبوع إمداداتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" بنسبة 40% ثمّ بنسبة 33%، بحجة وجود مشكلة فنية.
ولفت هابيك إلى أن مستوى التأهب الثاني، أي المرحلة الثانية من خطة الطوارئ للحكومة، يعكس "تدهوراً كبيراً في وضع إمدادات الغاز".
وفي هذا المستوى، لا تزال ألمانيا تُعدّ قادرة على "إدارة" الوضع في الوقت الحالي، وأشار إلى أنّ العائلات "يمكنها أن تحدث فرقًا" من خلال توفير الطاقة، في وقت تطلق فيه ألمانيا حملة للحثّ على اعتماد خطوات لتوفير الغاز.
وكان هابيك قد قال، الثلاثاء، إنّ "مخزونات (الغاز) ممتلئة بنسبة 60% فقط، وإذا دخلنا فصل الشتاء بمخزونات نصف ممتلئة، وإمدادات الغاز متوقفة، فإننا أمام أزمة اقتصادية خطرة في ألمانيا". وما زالت برلين تستورد 35% من حاجاتها من الغاز من روسيا، فيما كانت هذه النسبة 55% قبل الحرب التي اندلعت في 24 شباط/فبراير.
من جهة أخرى، قال فرانس تيمرمانس، مسؤول المناخ بالاتحاد الأوروبي، إنّ عشر دول من أعضاء الاتحاد تضررت حتى الآن من خفض إمدادات الغاز من روسيا، في حين يواجه التكتل خلافاً عميقاً مع روسيا بشأن الطاقة.
وشرح تيمرمانس أنّ عشراً من دول الاتحاد البالغ عددها 27 دولة، أصدرت "إنذاراً مبكراً" بشأن إمدادات الغاز، وهو المستوى الأول والأقل شدة من المستويات الثلاثة للأزمة المعرفة في لوائح أمن الطاقة بالاتحاد الأوروبي.
(فرانس برس، رويترز)