أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية، الأحد، أنه على الاتحاد الأوروبي مناقشة حظر واردات الغاز الروسي، بعد اتهام القوات الروسية من قبل السلطات الأوكرانية والأوروبية بارتكاب أعمال وحشية قرب كييف. "يجب أن يكون هناك ردة فعل، هكذا جرائم لا يجب أن تبقى بلا جواب، وفقاً للوزيرة كريستين لامبرخت، في مقابلة مع إذاعة "آي أر دي" الرسمية.
وألمانيا تعارض الأصوات المتزايدة لفرض حظر على الطاقة المستوردة من روسيا، قائلة إنّ اقتصادها وكذا دول أوروبية أخرى تعتمد على هذه الواردات، حيث إنّ روسيا تلبي 40% من حاجات الغاز في أوروبا.
ولكن لامبرخت قالت إنّ الوزراء الأوروبيين يجب أن يناقشوا الآن الحظر. وكانت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أعلنت، الأحد، ضرورة تشديد العقوبات ضد موسكو لكنها لم تشر إلى قطاع الطاقة.
ويعمل الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات إضافية، ولكن المفوض الاقتصادي باولو جنتيلوني، قال، السبت، إنّ الإجراءات الإضافية لا تطاول الطاقة.
وكانت ليتوانيا أعلنت وقف واردات الغاز القادمة من روسيا، لتصبح أول دولة بالاتحاد الأوروبي تستخدم الغاز الروسي، تكسر اعتمادها على موسكو في مجال الطاقة.
قالت وزارة الطاقة الليتوانية، في بيان، مساء السبت: "سعياً خلف الاستقلال الكامل عن الغاز الروسي، ورداً على ابتزاز روسيا الخاص بالطاقة في أوروبا، والحرب في أوكرانيا، تخلت ليتوانيا عن الغاز الروسي تماماً، والإجراء دخل حيز التنفيذ بداية من إبريل/نيسان الحالي".
وأضافت الوزارة أنّ ليتوانيا تمكنت من خفض وارداتها من الغاز الروسي إلى الصفر، السبت، في خطوة تعد علامة فارقة في تحقيق استقلال الطاقة بالجمهورية السوفييتية السابقة، والتي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة.
وقال وزير الطاقة داينيوس كرييفيس: "نحن أول دولة أوروبية من بين دول إمداد غازبروم تحصل على الاستقلال عن إمدادات الغاز الروسية، هذا نتيجة لسياسة الطاقة المتماسكة لدينا، والقرارات التي تتعلق بالبنية التحتية".
أعرب الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا على "تويتر" أنه متفائل، وحث الدول الأوروبية الأخرى على فعل الشيء نفسه.
وقال: "من هذا الشهر فصاعداً، لن يدخل الغاز الروسي إلى ليتوانيا. قبل سنوات، اتخذ بلدنا قرارات تسمح لنا اليوم دون أي ألم بقطع علاقات الطاقة مع هذه الدولة المعتدية. إذا تمكنا من القيام بذلك، يمكن لبقية دول أوروبا فعل الشيء نفسه".
From this month on - no more Russian gas in Lithuania 🇱🇹.
— Gitanas Nausėda (@GitanasNauseda) April 2, 2022
Years ago my country made decisions that today allow us with no pain to break energy ties with the agressor.
If we can do it, the rest of Europe 🇪🇺 can do it too!
كذا، أعلن رئيس شركة لنقل وتخزين الغاز الطبيعي في لاتفيا أولديس باريس، أنّ دول البلطيق توقفت عن استيراد الغاز الطبيعي من روسيا. وقال باريس، الرئيس التنفيذي لشركة "كوناكس بالتيك غريد"، السبت، إنّ "الأحداث الجارية تظهر لنا بوضوح أنه لم يعد هناك مزيد من الثقة".
وأضاف، لراديو لاتفيا، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، أنّ "الغاز الطبيعي الروسي لم يعد يتدفق إلى لاتفيا وإستونيا وليتوانيا منذ الأول من إبريل/نيسان".
وأشار إلى أنّ سوق دول البلطيق، التي تضم إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، تعتمد حاليا على احتياطيات الغاز المخزنة تحت الأرض في لاتفيا.
والخميس الماضي، أعلنت حكومتا فرنسا وألمانيا أنّ البلدين "يستعدّان" لاحتمال توقف روسيا عن تسليم الغاز، مؤكدتين معارضتهما لدفع ثمن الإمدادات بالروبل.
وصرّح وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني روبرت هابيك في برلين، بأنه "من الممكن أن يستجدّ وضع غدًا لن يعود هناك فيه غاز روسي" مضيفاً: "علينا الاستعداد لهذه السيناريوهات، ونحن نستعدّ لها".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، أنّ موسكو ستقبل فقط عمليات الدفع بالروبل لثمن الغاز الطبيعي المصدر إلى الدول "غير الصديقة"، وبينها دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أنّ قراره هو رد على تجميد الغرب أصول روسيا في إطار العقوبات المفروضة عليها بعد غزو أوكرانيا.
والأربعاء، أعلنت كل من ألمانيا والنمسا أنهما تستعدات إلى احتمال وقف تسلّم الغاز الروسي ما قد يؤدي إلى نقص محتمل، وقد فعّلتا خطة طوارئ على ثلاث مراحل لإدارة إمداداتهما بشكل محكّم.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)