قال المسؤول في قطاع المياه في ليبيا يونس التليسي، لـ"العربي الجديد"، إن إمدادات المياه مهددة بالتوقف بسبب الأعمال التخريبة التي تطاول البنى التحتية وبعض المحطات المائية. وأضاف أن انفجارا بعبوات ناسفة أحدث أضراراً في الخط المائي الشرقي الذي يتجه من مدينة الشويرف (417 كلم شمال طرابلس)، إلى مصراتة، وهو ما تسبب في انقطاع المياه عن المنطقة الوسطى.
وأوضح أن "بعض الخارجين على القانون يقومون بزراعة ألغام متفجرة، حيث تعرضت محطات لخمس عمليات تفجيرية وتخريبية"، مطالباً الحكومة والأجهزة الأمنية بالتدخل لوقف هذه الممارسات. وكانت بلدية مصراتة قد أعلنت عبر صفحتها على "فيسبوك" أن خط النقل الرئيسي لمياه النهر الصناعي المغذي للمدينة تعرض لأعمال تخريبة تمثلت في تفجير إحدى محطات النقل الرئيسية بالقرب من منطقة الشويرف.
وأكد جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي استمرار أعمال فحص الأنابيب المتضررة على مسار الخط الناقل "تازربو- بنغازي" بالقرب من مدينة أوجلة، وذلك لتقييم حجم الضرر، حيث أن كمية المياه المتوافرة سنويا تبلغ نحو 650 مليون قدم مكعبة موزعة على 6.9 ملايين نسمة.
وتعرضت منظومة "الحساونة - سهل الجفارة" للأضرار، وهي تعتبر المزود الرئيسي لطرابلس البالغ عدد سكانها مليوني نسمة، ويصل استهلاكهم إلى 540 ألف لتر من الماء يومياً. وتحصل اعتداءات متكررة على منظومة النهر الصناعي، الأمر الذي جعل مسؤولي الجهاز يكررون مطالبتهم للجهات المعنية بتوفير الأمان لخطوط نقل المياه، ومحاسبة المخالفين، وسط انقطاع المياه عن المواطنين. ومنذ ستينيات القرن الماضي، بدأت قصة النهر الصناعي حين اكتشفت شركات التنقيب عن البترول بمناطق الجنوب الشرقي والجنوب الغربي مخزوناً هائلاً من المياه الجوفية النقية.
وجرى نقل جزء من هذه المياه عبر النهر الصناعي إلى المدن الساحلية لتروي عطش سكانها في مطلع الثمانينيات. وبدأ مشروع النهر الصناعي في جلب المياه من جنوب ليبيا إلى شمالها عبر ضخ المياه الجوفية من وسط الصحراء عبر أربعة أنابيب عملاقة يبلغ قطر الواحد منها أربعة أمتار، بكلفة ناهزت 30 مليار دولار أميركي، وشارك في الكلفة الليبيون عبر ضريبة مستقطعة من رواتب العاملين، استمرت من عام 1983 حتى 2011.