أضخم شركة نفطية في العالم تلقّب بالحاصلة على "ماجستير في الفساد"... إليك الأسباب

08 ديسمبر 2020
دفعت الشركة رشاوى ضخمة خلال سنوات (Getty)
+ الخط -

لسنوات، أكدت أكبر شركة لتجارة النفط في العالم أنها لا تتسامح مطلقاً مع الفساد. الآن اعترفت شركة Vitol Inc النفطية التي بلغت إيراداتها 225 مليار دولار في 2019، بأنها كانت تدفع رشاوى من خلال شبكة من الشركات الوهمية والعقود الوهمية، وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ" الأميركية. حتى في يوليو/ تموز 2020، أثناء تكرار تلك التأكيدات علناً، كانت فيتول ترشو المسؤولين الحكوميين في الإكوادور والمكسيك.

في البرازيل، قام مسؤول تنفيذي في فيتول بتسليم الأموال إلى المتداولين في شركة بيتروليو برازيليو النفطية مقابل الإفصاح عن السعر الذي ينبغي أن تقدم فيه فيتول عطاء للفوز بمناقصات من شركة النفط البرازيلية الحكومية (بيتروباس). هذه الرشوة، هي جزء مما يسمى بفضيحة  وصف رئيس بتروبراس بعدها شركة "فيتول" بأنها حاصلة على "ماجستير في إدارة الأعمال عبر الفساد".

فضائح الشركة تعتبر انتكاسة لجميع التجار، وتقوض الجهود المبذولة للتخلص من سمعة المخالفات التي تعصف بالصناعة النفطية. وقال جان فرانسوا لامبرت، مستشار ومصرفي سابق في مجال التمويل التجاري لـ "بلومبيرغ": "إن المخاطرة التي يتعرض لها المتداولون في مثل هذه الفضائح هائلة. لا يجب أن يتم التسامح مع السلوكيات السيئة بعد الآن، ولا بد أن تنكشف مثل هذه الأفعال عاجلاً أم آجلاً".
بالموافقة على دفع ما يزيد قليلاً عن 160 مليون دولار للجهات التنظيمية في الولايات المتحدة والبرازيل، اعترفت فيتول برشوة المسؤولين الحكوميين لأكثر من عقد، بين عامي 2005 و 2020، كما تظهر وثائق وزارة العدل الاميركية.

وقال راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لشركة فيتول لـ "بلومبيرغ": "نحن نتفهم خطورة هذا الأمر ويسعدنا أنه تم حلها. سنواصل تعزيز إجراءاتنا وضوابطنا".

ووفقاً لوثائق وزارة العدل، دفعت الشركة أكثر من 8 ملايين دولار في شكل رشاوى لمسؤولين تنفيذيين في شركة بتروبراس بين عامي 2005 و 2014. في المقابل، قدم مسؤولون من شركة النفط البرازيلية معلومات قيمة عن العطاءات، بما في ذلك سعر أعلى عرض من المنافسين.

وهذا يعني أن فيتول يمكنها تقديم عروض لشراء منتجات بتروبراس النفطية بالسعر الذي كانت تعلم أنها ستفوز به بالضبط. 

في إحدى المناسبات، في أوائل عام 2013، أرسل مسؤول تنفيذي في فيتول بالبرازيل بريداً إلكترونياً إلى زميله في هيوستن بالسعر المحدد الذي قدمه أحد المنافسين لشراء شحنة من الديزل عالي الكبريت، وفقاً لوثائق وزارة العدل، وفق"بلومبيرغ".

كذلك قامت Vitol SA، الوحدة السويسرية التي تتعامل مع جزء كبير من تداول الشركة، بإرسال الأموال إلى الشركات الوسيطة عبر حسابات بنكية في الولايات المتحدة وكوراساو وجزر كايمان وجزر الباهاما والبرتغال والبرازيل.

في بعض المناسبات، تتابع "بلومبيرغ"، تم تحويل الأموال بعد ذلك إلى العملة البرازيلية من قبل "دولييرو"، وهو مبيض أموال محترف، قبل تسليمها نقداً إلى تاجر بتروبراس، وفقاً لوثائق وزارة العدل.

أنشأت فيتول والأفراد المشاركون في المخطط فواتير مزيفة توضح أن المدفوعات كانت لخدمات استشارية و "معلومات السوق". وتواصل التجار باستخدام أسماء رمزية، بما في ذلك "باتمان" و "تايجر" و "فيل كولينز" و "دولفين" و "بوباي" و "بيب".

وتحقق السلطات في الولايات المتحدة والبرازيل أيضاً مع منافسي فيتول، Glencore Plc و Trafigura Group Ltd، بشأن مزاعم مماثلة.

رفع المدعون البرازيليون دعوى قضائية مدنية الأسبوع الماضي ضد شركة Trafigura والعديد من كبار مسؤوليها التنفيذيين، زاعمين أنها دفعت أيضاً رشاوى لمسؤولين تنفيذيين في بيتروبراس.

وقالت شركة ترافيغورا إنها استعانت بشركة المحاماة كوين إيمانويل أوركهارت آند سوليفان لمراجعة الادعاءات. يعتقد محققو الشركة حتى الآن أن "أي مزاعم بأن الإدارة الحالية متورطة أو على علم بمدفوعات غير لائقة مزعومة لشركة Petrobras غير مدعومة بالأدلة وغير صحيحة" بحسب "بلومبيرغ".

ورفضت جلينكور، أكبر متداول للمعادن في العالم، التعليق. وسبق أن قالت إنها تتعاون مع التحقيق البرازيلي.

وشرحت  وزارة العدل الأميركية أنه سيتعين على فيتول تقديم تقارير إلى قسم الاحتيال والمكتب التابع لوزارة العدل مرة واحدة سنوياً على الأقل لمدة ثلاث سنوات، فيما يتعلق بمعالجة وتنفيذ برنامج الامتثال والضوابط والسياسات الداخلية.

المساهمون