أسمدة مغشوشة تهبط بإنتاجية مزارعي القمح المصري

15 يونيو 2021
الوزارة لا ‏توفر التقاوي سوى لحوالى مليون فدان فقط من أصل 3.4 ملايين (فرانس برس)
+ الخط -

رصد المراقبون تراجعاً لافتاً في إنتاجية القمح عند المزارعين المصريين، ليتبين في نهاية المطاف أنّ الأسمدة الزائفة هي السرّ الكامن وراء هذه الظاهرة.

في السياق، يؤكد نقيب الفلاحين، حسين أبو صدام، أنّ انخفاض متوسط إنتاجية ‏الفدان من القمح في بعض المناطق في مصر، عن 15 إردباً للفدان (الإردب 155 كيلوغراماً)، يرجع إلى عدد من ‏الأسباب، منها شراء تقاوٍ (أسمدة) مغشوشة من أماكن غير معتمدة وبأسعار تقلّ عن التقاوي المعتمدة لدى وزارة الزراعة بحوالى 50%.‏

ويقول في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إنّ الوزارة لا ‏توفر التقاوي سوى لحوالى مليون فدان فقط من أصل 3.4 ملايين، لأنّها تخشى عدم تصريفها في الوقت الذي لا تصلح ‏فيها للطحن كونها معالجة بمبيدات حشرية.‏

ويشير إلى أنّه نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج من أسمدة ومبيدات ‏وريّ وعمالة وخلافه، اضطر المزارع إلى تقليل النفقات على ‏حساب الإنتاج، وكذلك فإن ري القمح بالمياه الجوفية يؤثر سلبا في حجم ‏الإنتاج.‏

ولفت إلى أنّ المستهدف توريده للحكومة هذا العام يناهز 3.5 ملايين طن، صعوداً من 3.1 ملايين العام الماضي، ‏مرجعاً الزيادة إلى ارتفاع نسبة التوريد من المزارعين، بعد ‏رفع السعر إلى 725 جنيهاً للإردب (الدولار= 15.67 جنيهاً)، ‏وهو ما يوفر هامش ربح مناسب، وكذلك حاجة الفلاحين ‏إلى السيولة النقدية لسداد ما عليهم من ديون دفعتهم إلى الاستغناء عن ‏نسبة كبيرة من الإنتاج بدلاً من تخزينها، وأيضاً طلب الحكومة ‏زيادة التوريد تحسباً لمشكلات في استيراد القمح الروسي، ‏عقب صدور قرارات ضريبية هناك.‏

ويؤكد خالد شريف، أحد كبار مزارعي الصعيد، تراجع إنتاجية ‏الفدان هذا العام إلى 15 إردباً في المتوسط، مقابل 20 إردباً ‏العام الماضي، مرجحاً أن تكون التقاوي أحد الأسباب الرئيسية، ‏إضافة إلى قلة إنفاق المزارعين على العملية الإنتاجية، ‏بعد ارتفاع تكاليفها.‏

ويضيف في تصريحات خاصة، أنّ ارتفاع التوريد هذا العام ‏للحكومة على سعر 725 جنيهاً للإردب، يغطي فقط تكاليف ‏الإنتاج، في حال عدم الاستعانة بعمالة خارجية والاكتفاء بعمل ‏المزارع وأولاده، إذ إنّ يومية العامل لا تقل عن 150 جنيهاً، ‏وحصاد القيراط 90 جنيهاً، في حين تراجع سعر عبوة القش ‏المفروم (التبن) من 900 جنيه إلى 250 جنيهاً.

المساهمون