أسعار وقود الطائرات تُحلق مع مقاومة السفر تداعيات "أوميكرون"

18 يناير 2022
مضيفة في شركة لوفتهانزا الألمانية (Getty)
+ الخط -

تشهد سوق وقود الطائرات ارتفاعاً حاداً للأسعار في أوروبا، إذ تقاوم الحركة الجوية العالمية تأثير سلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا.

وارتفع أحد أهم مقاييس سوق الوقود، وهو الفارق عن الديزل، إلى أعلى مستوياته منذ سبتمبر/أيلول الماضي 2019، أي قبل أشهر من ظهور فيروس كورونا في بداية 2020 والذي دمر خدمات الطيران في القارة وغيرها من مناطق العالم.

ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية، عن مارك ويليامز، محلل أسواق المنتجات النفطية والتكرير الأوروبية في شركة الاستشارات "وود ماكينزي" قوله: "لدينا نقص في المعروض في كل مكان.. كان الجميع يتوقع أن يتأثر الطلب بسبب أوميكرون، لكن لم يحدث ذلك، لذا بقي الطلب على الطائرات في حالة جيدة".

استمرار حركة الطيران

وبرغم أن الرحلات الجوية لا تزال منخفضة عن مستويات عام 2019، إلا أن بيانات مؤشر "فلايت رادار 24"، الذي يتتبع الرحلات الجوية التجارية، تشير إلى عدم تضررها كثيرا من سلالة أوميكرون، إذ إنها أقل قليلاً مما كانت عليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويأتي صعود أسعار وقود الطائرات على الرغم من خفض الصين الرحلات الجوية لمكافحة تفشي الوباء وحظر هونغ كونغ أخيراً الرحلات الجوية من ثماني دول، من بينها الولايات المتحدة الأميركية.

ويتوقع أن يرتفع الطلب على وقود الطائرات بحوالي 45% من أواخر يناير/كانون الثاني الجاري إلى أوائل يوليو/تموز المقبل، وفقاً لوكالة بلومبيرغ الأميركية مع نمو قوي بشكل خاص في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية.

وتواصل أسعار النفط الخام صعودها القوي منذ بداية العام الجاري 2022، إذ توقع بنك الاستثمار الأميركي "جيه بي مورغان" في تقرير له أخيراً، ارتفاع أسعار الخام إلى 125 دولاراً هذا العام.

وقبل أيام، نقلت بلومبيرغ عن فاندانا هاري، مؤسسة شركة فاندا إنسايتس في سنغافورة، قولها: "لقد تجاوزت أسعار النفط موجة انتشار كورونا الأخيرة"، مشيرة إلى أن "التهديدات الجيوسياسية المتفاقمة للإمدادات تدعم المعنويات في اتجاه مزيد من صعود الأسعار".

طلب أقوى من المتوقع

وذكرت وكالة الطاقة الدولية، الأسبوع الماضي، أن الطلب العالمي قد أصبح أقوى من المتوقع، في حين أن السوق الفعلية تزدهر.

ومثل هذا الحراك في الأسعار من شأنه أن يتسبب في تأثير سلبي بالنسبة إلى الدول التي هي في أمس الحاجة إلى الوقود، كما ستكون ضربة كبيرة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي استهلك الكثير من الوقت والجهد في خفض الأسعار وتنسيق جهود عالمية لإطلاق احتياطيات النفط الاستراتيجية.

وقال مايكل تران، المحلل الاستراتيجي للسلع في مؤسسة "أر بي سي كابيتال ماركتس" الأسبوع الماضي، إن "الاتجاه الصعودي استعاد فصول القصة مجدداً، مع تحسن الطلب".

وفي ما يتعلق بالطلب على النفط، أشارت منظمة "أوبك" وحلفاؤها من كبار المنتجين على رأسهم روسيا، ضمن ما يعرف بمجموعة "أوبك+"، إلى أنهم واثقون من أن أوميكرون لن يعرقل التعافي، وسيواصلون استراتيجيتهم لاستعادة الإنتاج تدريجياً والذي توقف خلال الجائحة.

المساهمون