ارتفعت أسعار النفط بقوة، اليوم الإثنين، معوضة بعض الخسائر الفادحة التي تكبدتها في تعاملات الجمعة الماضية، حيث قام المتداولون بتقييم مخاطر سلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا، على الطلب العالمي، وفي ظل تزايد التكهنات بأن تحالف "أوبك+" قد يقرر هذا الأسبوع إيقاف زيادات الإنتاج مؤقتاً.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بقيمة 3.05 دولارات أو 4.2%، لتصل إلى 75.77 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة بعد خسارتها 9.5 دولارات بما يعادل 11.5% يوم الجمعة الماضي.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.27 دولارات أو 4.8% إلى 71.42 دولارا للبرميل، بعد أن خسر 10.24 دولارات في الجلسة السابقة بتراجع نسبته 12%.
وكانت أسعار النفط قد سجلت، الجمعة، أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ إبريل/ نيسان 2020، بعد أن أثارت سلالة " أوميكرون" مخاوف المستثمرين من إمكانية تزايد فائض المعروض في الربع الأول من العام المقبل.
الأسواق العالمية تترقب نتائج المختبرات التي تدرس سلالة "أوميكرون"، ما قد يترك المستثمرين في مواجهة أسابيع من عدم اليقين في انتظار الإجابات
وقال دانييل هاينز ، كبير محللي السلع في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية لوكالة بلومبيرغ الأميركية :"بدت عمليات البيع يوم الجمعة بمثابة رد فعل مبالغ فيه تماماً، بينما لا يزال من السابق لأوانه تقدير ما يمكن أن يعنيه الفيروس الجديد بالنسبة للطلب على النفط، نعتقد أن السوق سيجد بعض الدعم عند ظهور عمليات شراء انتهازية".
كما قال هيرويوكي كيكوكاوا، المدير العام للأبحاث في شركة نيسان للأوراق المالية لوكالة رويترز، "كانت هناك عمليات شراء تصحيحية على أساس أن سوق النفط قد بلغت ذروة البيع الأسبوع الماضي وتكهنات بأن أوبك+ قد تتخذ إجراء لمواجهة أوميكرون، مما قد يخفض الإنتاج".
وأضاف كيكوكاوا "كل الأنظار ستركز على كيفية تأثير أوميكرون على الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود وتحرك أوبك+ والمحادثات النووية الإيرانية هذا الأسبوع".
الأسواق تترقب الكشف عن أسرار "أوميكرون"
وتترقب الأسواق العالمية حالياً، نتائج المختبرات في جميع أنحاء العالم التي تدرس سلالة "أوميكرون"، الأمر الذي قد يترك المستثمرين في مواجهة أسابيع من عدم اليقين في انتظار التوصل إلى إجابات.
وُصفت هذه السلالة التي اكتشفت في أفريقيا بأنها مثيرة للقلق للغاية، وأدت بالفعل إلى حظر على السفر الدولي، فيما يقوم العلماء بتحليل ما إذا كان بإمكان هذه السلالة الإفلات من اللقاحات، وكيفية اختلاف أعراضها عن السلالات الحالية.
وتتوقع شركة "بيونتيك" لصناعة اللقاحات صدور البيانات الأولية في غضون أسبوعين، وستساعد النتائج الأولية في تحديد ما إذا كان الخوف عابراً، أم أن هناك ضربة أكبر لإعادة فتح الاقتصاد العالمي تلوح في الأفق.
وهرب المستثمرون الخائفون من الاستثمار في الأسهم في جميع أنحاء العالم، يوم الجمعة، واندفعوا إلى الملاذات الآمنة مثل السندات السيادية مع تصاعد التقلبات.
وربما سيكون هناك مجال لمزيد من الوضوح حول "أوميكرون" خلال مدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثمانية أسابيع، حيث قد يتأثر الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية، حسبما ذكر المحللون الاستراتيجيون في "سيتي غروب" ومن بينهم جايمي فاهي وياسمين يونس، وفق بلومبيرغ.
وقال بيتر بيريزين، كبير المحللين الاستراتيجيين العالميين في مؤسسة "بي سي أيه ريسيرش": "على أقل تقدير، ستكون التقلبات أعلى في الأسبوعين المقبلين"، مضيفا أنه يمكن أن تنخفض الأسهم أكثر، لكن الانزلاق بأكثر من 10% يمثل فرصة شراء.
وكانت الأسهم العالمية قد تراجعت، الجمعة الماضي، إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، وهبط عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بأكبر قدر منذ الأشهر الأولى للوباء.
كما هوت أصول المضاربة مثل بيتكوين الرقمية، ما ترك أكبر عملة مشفرة في العالم أقل بحوالي 28% تقريباً من الرقم القياسي الذي سجلته في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بعد أن تراجعت إلى نحو 53.6 ألف دولار.
كما قلص التجار الرهانات على تشديد السياسة النقدية لمحاربة التضخم، والذي كان الموضوع السائد، وسط توقعات بأن أسوأ فترات الوباء قد انتهت. ومع ذلك، لايزال أثر سلالة "أوميكرون" على النمو والتضخم ضبابياً.
العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت بنسبة 4.2% إلى 75.77 دولار للبرميل في التعاملات المبكرة اليوم
وقال بن إيمونز، محلل الاقتصاد الكلي العالمي لدى "ميدلي غلوبال أدفايزرز"، "قد يحصل التضخم على فترة راحة قصيرة بسبب انخفاض أسعار الطاقة، لكن عمليات الإغلاق ستزيد من القيود على العرض، بينما يستمر طلب المستهلكين في الولايات المتحدة".
لكن رايان جاكوب من شركة إدارة الأصول "جاكوب أسيت مانجمنت" إن "الاحتمال الآخر هو تفضيل الشركات للعمل والبقاء في المنزل حتى ظهور المزيد من البيانات" حول أوميكرون.
ومن المحتمل ألا تكون هناك ضرورة لإجراء تغييرات رئيسية على المحفظة بافتراض أن اللقاحات الحالية لا تزال فعالة، وأن سلالة "أوميكرون" ليست أكثر ضرراً من السلالات الأخرى، كما ورد في ملاحظة صادرة عن بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس".
لكن التحوط في المحفظة قصيرة الأجل قد يكون مناسباً، "نظراً إلى الوقت الحالي من العام والسيولة إضافة إلى مخاطر السياسة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل"، وفقاً للمذكرة، التي اعتبرت أن خيارات شراء العقود الآجلة على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات من بين التحوطات التي تجب مراعاتها.