أسعار الغاز تقفز في أوروبا وسط قلق من الإمدادات

11 ابريل 2024
تصاعد التوترات في الشرق الأوسط خلق ضغوطاً صعودية على أسعار الغاز (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أسعار الغاز في أوروبا تشهد ارتفاعًا مجددًا بسبب التوترات الجيوسياسية ومخاطر الإمدادات، مما يثير القلق حول تأمين الطاقة للشتاء المقبل، خاصة بعد الاعتماد على شحنات الغاز المسال الأمريكية الباهظة الثمن لتعويض نقص الإمدادات الروسية.
- التوترات في الشرق الأوسط وانتهاء اتفاق نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا يضيفان ضغوطًا على الأسعار، مع توقعات بارتفاعها في العام المقبل ومخاوف من تأثير ذلك على ميزان القوى في سوق الغاز.
- الطقس المعتدل في الشتاءين الماضيين ساعد أوروبا على تجاوز الأزمة رغم الاعتماد على الغاز المسال، لكن السوق لا تزال عرضة لتقلبات شديدة والاضطرابات في إمدادات الطاقة، مما يجعل الوضع في أوروبا غير مستقر بشكل نسبي.

تعود أسعار الغاز في أوروبا إلى الصعود، وسط قلق متزايد من مخاطر الإمدادات بسبب التوترات الجيوسياسية، ما يزيد القلق حول الشتاء المقبل في القارة الباردة، وذلك بعدما تنفست الصعداء أخيراً بدعم من المخزونات التي عملت على توفيرها عبر شحنات الغاز المسال التي حلت محل الكثير من الإمدادات الروسية، والتي جاءت أغلبها من الولايات المتحدة الأميركية رغم كلفتها الباهظة.

وأدى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط خلال الأسابيع الماضية إلى خلق ضغوط صعودية على الأسعار، بينما من المقرر أن تنتهي صلاحية الاتفاق المبرم بين روسيا وأوكرانيا لنقل الغاز هذا العام، ولم يُتأكد حالياً ما إذا كانت إمدادات الغاز الروسي ستجد طريقها للوصول إلى أوروبا.

يوضح منحنى العقود الآجلة في الفترة الحالية ارتفاع الأسعار في العام المقبل عن مستواها في الشهر الماضي، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.

قال فريدريك بارناود، المدير التجاري لشركة "سكيورينغ إنيرجي فور يوروب" الألمانية: "هناك دوماً خطر على الإمدادات، وما يزال مرتبطاً بروسيا. وانتهاء اتفاقية نقل الغاز مع أوكرانيا قد يغير ميزان القوى في السوق".

وقال بارناود في حوار على هامش قمة "فايننشال تايمز" العالمية للسلع المنعقدة في لوزان في سويسرا: "هناك أيضاً احتمال فرض مزيد من العقوبات على روسيا، فما زلنا في حالة حرب".

وأضاف أن الغارات الروسية الأخيرة على صهاريج تخزين الغاز في غرب أوكرانيا توضح المخاطر على الإمدادات. وتمكنت أوروبا من تلبية معظم احتياجات الطاقة دون الإمدادات المعتادة عبر الأنابيب من روسيا خلال العامين الماضيين. كما أن معظم مواقع التخزين ممتلئة، والبنية التحتية لاستيراد الغاز المسال أصبحت جاهزة.

مع ذلك، كان الطقس معتدلاً في فصلي الشتاء الماضيين، وما تزال السوق عرضة لتقلب شديد ورد فعل قوي على اضطراب الإمدادات. فيما يعني الاعتماد على إمدادات الغاز المسال العالمية أن التوقف في منشآت الإنتاج الواقعة على بعد آلاف الأميال قد يؤثر أيضاً على أسعار الغاز في أوروبا.

وقال ماركو سالفرانك، مدير تجارة السلع في قارة أوروبا في شركة المرافق والتجارة السويسرية "أكسبو سوليوشنز" في حوار مع بلومبيرغ: "ما تزال هناك علامات استفهام كبيرة حول الشتاء المقبل". وأضاف أن "الكثير قد يحدث، وبالتأكيد قد يغير ذلك الوضع نسبياً في أوروبا بسرعة".

وارتفعت العقود المستقبلية الهولندية الأقرب أجلاً، التي تعد معياراً لأسعار الغاز في أوروبا، بنسبة 1.73% لتصل إلى 27.82 يورو للميغاواط/ساعة (وحدة قياس أوروبية) في أمستردام، أمس.

وأعلنت روسيا في وقت سابق من إبريل/ نيسان الجاري أن عائدات النفط والغاز نمت بوتيرة سريعة، إذ ارتفعت 80% خلال الربع الأول من العام الجاري تقريباً مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، مدعومة بصعود الأسعار وكذلك حصيلة ضريبة تُسدد لمرة واحدة من شركات النفط.

المساهمون