قبل أيام قليلة من عيد الأضحى بتونس وعلى غير العادة كانت الحركة قليلة بأسواق بيع الأضاحي أو "الرحبة" كما يتعارف عليها التونسيون، بسبب تفشي فيروس كورونا وغلاء الأسعار.
وعادة ما تكون "الرحبة"، وجهة للأولياء الذين يصحبون أبناءهم لاختيار الخروف الأنسب، ومقارنة بالسنوات الماضية، فإن أغلب رواد السوق يكتفون بالسؤال عن سعر الخروف، قبل أن ينتقلوا إلى بائعٍ آخر، وقلة قليلة فقط تغادر رفقة الأضحية.
واعتبر عدد من الباعة، أن الأسعار مرتفعة دون شك والسبب غلاء الأعلاف التي غابت في فترات من السنة الماضية، ما نتج عنه ارتفاع أسعار الأضاحي ما بين 600 و1200 دينار (215 و430 دولارا)، وأكثر في بعض الأحيان.
فيما اعتبر مواطنون، أن أسعار الأضاحي عالية وليس بمقدورهم توفيرها، ووصفوها بأنها "تناطح السماء".
وقلصت السلطات التونسية، عدد أسواق بيع الأضاحي، مقارنةً مع السنوات الماضية، ضمن تدابير مكافحة كورونا، حيث تشهد البلاد موجة تفشٍ واسعة للفيروس، مقابل إطلاق موقع إلكتروني لبيع الأضاحي وشرائها.
وتبيّن الإحصائيات الصادرة عن معهد الإحصاء الحكومي أن المواد الغذائية زادت خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي 7.2 بالمائة.
كما تكشف البيانات الصادرة عن المرصد الوطني للفلاحة أن طفرات الزيادة في أسعار الخضروات تجاوزت الـ50 بالمائة في بعض الأصناف خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي.
وفي وقت سابق قال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، لـ"العربي الجديد" إن الجائحة الصحية زادت من نسب الفقر في البلاد، والذي بات يمسّ ما بين 28 و30 بالمائة من الأسر بسبب تراجع الدخول وارتفاع البطالة.
ووسط تحذيرات خبراء اقتصاد، بدأت حكومة هشام المشيشي خطة متدرجة في تفكيك منظومة الدعم، في إطار إصلاحات اقتصادية تعهدت بتنفيذها، في رسالة نوايا قدمتها لصندوق النقد الدولي من أجل الحصول على تمويلات بقيمة 4 مليارات دولار.
(الأناضول، العربي الجديد)