أنهت الأسهم الأميركية تعاملات آخر أيام الأسبوع على ارتفاعات طفيفة، إلا أن ذلك لم يمنع تحقيقها خسارة أسبوعية، كانت الأولى في ثلاثة أسابيع، حيث زادت توقعات المتعاملين بإبقاء بنك الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة المرتفعة لفترات تفوق التوقعات السابقة، لا سيما مع استمرار قوة سوق العمل الأميركية.
ومع نهاية تعاملات يوم الجمعة، كان مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعاً 75 نقطة، مثلت 0.22% من قيمته عند بداية اليوم، وارتفع مؤشر إس أند بي 500 الأكثر شمولاً بنسبة 0.14%، بينما اكتفى مؤشر ناسداك بالارتفاع بنسبة تقل عن عشر النقطة المئوية.
ورغم ارتفاعات يوم الجمعة، بقيت المؤشرات الثلاثة في المنطقة الحمراء على المستوى الأسبوعي، بتراجعات تراوحت بين 0.8% و1.9%، في أول أسبوع خاسر لمؤشري إس أند بي 500 وناسداك في آخر ثلاثة أسابيع.
وواصلت أسهم الطاقة ارتفاعها، حيث ارتفع مؤشر إس أند بي الخاص بها بنسبة 1% يوم الجمعة، و1.4% خلال الأسبوع، بينما أوقفت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى تراجعاتها التي استمرت على مدار يومي الأربعاء والخميس، على خلفية تزايد توقعات رفع الفائدة، وأنباء حظر استخدام هاتف "آيفون"، الذي تنتجه شركة "آبل"، في الجهات الحكومية الصينية.
وبعد خسارته ما يقرب من 195 مليار دولار من قيمته السوقية، ارتفع سهم "آبل" بنسبة 0.35% يوم الجمعة، معوضاً أقل من 15 مليار دولار من القيمة السوقية الضائعة في اليومين السابقين.
وأدت البيانات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك طلبات إعانة البطالة الأولية التي جاءت أقل من المتوقع، إلى إثارة المخاوف من جديد من رفع أسعار الفائدة أكثر من مرة، قبل نهاية العام الحالي. لكن أداة مراقبة بنك الاحتياط الفيدرالي التابعة لمجموعة CME رصدت تسعير ما يزيد عن 4 من كل 10 فرص لرفع الفائدة في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد توقف متوقع في العشرين من سبتمبر/أيلول الجاري.
وفي أوروبا، سجلت الأسهم خسائر أسبوعية أيضاً على الرغم من مكاسبها الجمعة، نتيجة قلق المستثمرين من تدهور التوقعات الاقتصادية، ومسار أسعار الفائدة، في وقت ينصب فيه التركيز على التحرك المحتمل لمجلس الاحتياط الفيدرالي، الأسبوع بعد القادم.
وأغلق مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية مرتفعا 0.2%، ليكسر سلسلة خسائر استمرت سبعة أيام، إلا أنه سجل تراجعاً بنسبة 0.8% على مستوى الأسبوع.
وارتفعت أسهم شركة "إل.في.إم.إتش" العملاقة للسلع الفاخرة 2.2%، في أول مكسب يومي في ثماني جلسات، ما رفع قطاع السلع الشخصية والمنزلية بأعلى نسبة بلغت 1.1%.
وارتفع قطاع السفر والترفيه في أوروبا 1.4%، بعد تراجعه خلال الجلسات الثلاثة السابقة.
وتعرضت أسواق الأسهم الأوروبية، كأغلب الأسواق الكبرى، لضغوط هذا الأسبوع، بعد أن غذت بيانات اقتصادية أميركية متفائلة توقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، بينما أثارت بيانات ضعيفة من أوروبا والصين مخاوف بشأن مدى صحة الاقتصاد العالمي.
ومن المقرر صدور أرقام التضخم في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، قبل اجتماع لمجلس الاحتياط الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر، ويتوقع على نطاق واسع أن يبقي صناع السياسة أسعار الفائدة دون تغيير فيه.
وعلى نحو متصل، ارتفعت أسعار النفط نحو 1% الجمعة، لتصل إلى أعلى مستوياتها في تسعة أشهر، مدعومة بصعود العقود الآجلة للديزل الأميركي، ومخاوف من تراجع إمدادات النفط، بعد أن مددت السعودية وروسيا تخفيضات إنتاجها هذا الأسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 73 سنتا، أو 0.8%، لتبلغ عند التسوية 90.65 دولارا للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأم 64 سنتا، أو 0.7%، ليبلغ عند التسوية 87.51 دولارا.
وقالت "رويترز" إن خامي النفط ظلا في منطقة التشبع الشرائي من الناحية الفنية لليوم السادس على التوالي، مع توجه خام برنت نحو أعلى إغلاق له منذ 16 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتجاوز خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، اليوم الجمعة، أعلى مستوى عند الإغلاق في نحو عشرة أشهر، والذي كان قد سجله يوم الأربعاء الماضي.
وعلى مدى الأسبوع، ارتفع كلا الخامين نحو 2%، وكان خام برنت قد ارتفع الأسبوع الماضي بنحو 5%، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 7%.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى أواندا، في مذكرة "يستمر تداول أسعار النفط الخام بناء على محركات من جانب العرض. لا يوجد شك في أن تحالف أوبك+ سيبقي على السوق في حالة شح حتى فصل الشتاء".
ويضم تحالف "أوبك+" منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا.
ومددت السعودية وروسيا، العضوان في "أوبك"، هذا الأسبوع تخفيضاتهما الطوعية للإمدادات، بواقع 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام.