أزمة المحروقات في لبنان.. هكذا ستصبح الأسعار بعد رفع الدعم

11 اغسطس 2021
يستهلك لبنان سنوياً نحو 120 مليون صفيحة بنزين (العربي الجديد)
+ الخط -

مصرف لبنان يعلن رفع الدعم "بطريقة غير مباشرة"

ناقش المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، خلال جلسة عقدها يوم الأربعاء في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، الأوضاع الأمنية والمعيشية وأزمة الدواء والمحروقات، وملفات أخرى أبقى على "مقرراتها سرية".

وأبلغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المجلس الأعلى للدفاع، بحسب ما تسرّب عن أجواء الجلسة، بأنه لم يعد قادراً على فتح الاعتمادات ودعم شراء المحروقات، في حين عرض بالأرقام المبالغ التي صرفت على البضائع المستوردة في هذا القطاع، والتي كان يفترض بها أن تلبي حاجات السوق المحلي، خصوصاً في شهر يوليو/ تموز الماضي.

وبحث المجلس، بحسب معلومات "العربي الجديد"، الخطوات المتاحة في حال رفع الدعم عن المحروقات، والبدائل اللازمة لمواجهة ارتفاع الأسعار وتلبية حاجات المواطنين، من ضمنها البطاقات والقسائم التي يمكن توزيعها وفق آلية معينة، كما بحث موعد الإعلان عن رفع الدعم، بينما كان من المفترض أن يبقى حتى شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

من جهته، أشار وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، في تصريحٍ من قصر بعبدا، إلى أنه في حال توقف دعم مصرف لبنان المركزي للمحروقات فالسعر سيتحرّر عندها، ويصبح موحداً، ويحسب على سعر السوق الموازي.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وقال غجر: "نحن اليوم في مرحلة الذروة في الحاجة للكهرباء، والتي تصل إلى 3000 ميغاواط، والقدرة الإنتاجية بحسب الفيول المتوفر لا تتجاوز الـ750 ميغاواط"، مشيراً إلى أن "الحلّ يكون باقتراح قانون في مجلس النواب بطلب صرف اعتمادات لكهرباء لبنان من أجل شراء الفيول، لأنها الحل الأوفر على المواطن حتى لو تم رفع التعرفة عليه".

تجدر الإشارة إلى أن المناقصات لم تجرَ بعد للتعاقد مع شركة تشحن الفيول (الوقود) العراقي إلى لبنان، وذلك بموجب الاتفاقية التي وقعت بين البلدين لاستيراد مليون طن من الفيول العراقي.

أسعار فلكية متوقعة
وفنّدت "الدولية للمعلومات" (شركة أبحاث ودراسات مستقلة) واقع أسعار المحروقات في حال رفع الدعم، خصوصاً عن البنزين الذي سيصل سعر الصفيحة منه إلى 336 ألف ليرة لبنانية، والمازوت إلى 278 ألف ليرة.

واستندت الشركة إلى جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الصادر عن وزارة الطاقة والمياه يوم الخميس الماضي، بحيث إن سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان أصبح 75,600 ليرة، والمازوت 57,100 ليرة، ورفع الدعم كلياً يرفع سعر صفيحة البنزين إلى 336 ألف ليرة وسعر صفيحة المازوت إلى 278 ألف ليرة، علماً أن الأسعار شهدت اليوم الأربعاء ارتفاعاً ملحوظاً.

وأصبحت الأسعار كالتالي: بنزين 95 أوكتان 77.500 ليرة، 98 أوكتان 79.700 ليرة، المازوت 58.500 ليرة، والغاز 58.800 ليرة.

وأشارت الشركة إلى أنه "يتم حالياً دعم البنزين والمازوت وفقاً لسعر 3,900 ليرة للدولار الأميركي، وذلك منذ نهاية شهر يونيو/حزيران 2021 بعدما كان الدعم قبلها يتم وفقاً لسعر 1,515 ليرة للدولار وعمولة إضافية تمثل نسبة 10% غير مدعومة، ومع الرفع الجزئي للدعم ارتفع سعر صفيحة البنزين من 45 ألف ليرة إلى 70 ألف ليرة، والمازوت من 33 ألف ليرة إلى 54 ألف ليرة".

ويستهلك لبنان سنوياً نحو 120 مليون صفيحة بنزين و230 مليون صفيحة مازوت، أي أن كلفة الدعم تصل سنوياً إلى 28,142 مليار ليرة لدعم البنزين، و50,950 مليار ليرة لدعم المازوت، أي ما مجموعه 78,092 مليار ليرة، ما يوازي 3.9 مليارات دولار، وفقاً للشركة.

وأوضحت الشركة أن "هذه الأسعار غير المدعومة قد تنخفض أو ترتفع وفقاً لعدة عوامل، منها انخفاض أو ارتفاع سعر النفط عالمياً، وسعر صرف الدولار، وزيادة حصة المحطات وشركات النقل، وزيادة أو خفض أو إلغاء الرسوم والضريبة TVA".

ويستقرّ سعر صرف الدولار منذ فترة على حاجز 20 ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء، مسجلاً انخفاضاً وارتفاعاً طفيفاً وفق هذا السقف في ظلّ الترقب الحكومي والأجواء التي تنتظر نتائج لقاءات الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي.

ويعاني لبنان من انهيار مالي ومعيشي غير مسبوق، ومن نقص حاد في المحروقات ترجم في الطوابير اليومية أمام محطات الوقود لتعبئة السيارات بالبنزين، وما رافقها من إشكالات أسفرت عن سقوط جرحى وقتلى في أكثر من حادثٍ بعددٍ من المناطق اللبنانية.

كما أدى نفاد المازوت عن مختلف القطاعات، مثل المستشفيات، التي بدأ بعضها يشهد إقفالاً غير مسبوق، وكذلك المطاحن والأفران التي توقفت اليوم بعددٍ كبيرٍ منها عن العمل، وتسير على خطاها أيضاً المطاعم والمنتجعات السياحية والفنادق والسوبرماركات والمحال التجارية.

وغاب عن جلسة المجلس الأعلى للدفاع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي ألغى جميع مواعيده يوم الاثنين وخلال الأيام المقبلة، التزاماً بموجبات الحجر بسبب لقائه مع شخص تبين لاحقاً أنه مصاب بفيروس كورونا.

وأوضح المكتب الإعلامي لدياب أنه "سيعود إلى متابعة أعماله بعد إجراء فحص PCR صباح يوم الجمعة المقبل والتأكد من عدم إصابته بالفيروس".

وصدر عن الرئاسة اللبنانية بيان حول الجلسة، أشارت فيه إلى أن المجلس الأعلى للدفاع قرّر الطلب إلى قادة الأجهزة العسكرية والأمنية تكثيف الاجتماعات الدورية التنسيقية، لمتابعة الأوضاع الأمنية ومعالجتها، وذلك في ضوء التطورات والأحداث التي تشهدها الساحة اللبنانية.

وتلا أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر بياناً أشار فيه إلى أن "المجتمعين ناقشوا الأوضاع الأمنية والمعيشية وأزمة الدواء والمحروقات في البلاد، على ضوء التقارير الادارية والأمنية، لا سيما منها ذات الطابع الحساس، ومنها واقع مبنى الأهراءات في مرفأ بيروت، والمواد الكيميائية الموجودة في منشآت النفط في طرابلس والزهراني، والمنشآت المخصصة لتزويد الطائرات بالوقود في مطار رفيق الحريري الدولي".

واتخذ المجتمعون سلسلة قرارات وتوصيات لمعالجة هذه المسائل، وأبقى المجلس على مقرراته سرية، بحسب ما أكد اللواء الأسمر.

المساهمون