استمع إلى الملخص
- يواجه سكان حلب صعوبة في تأمين الخبز والمواد الغذائية، مما يضطرهم للانتظار لساعات طويلة واللجوء لبدائل مثل الأرز والبرغل.
- تعمل منظمات المجتمع المدني والفرق التطوعية على تقديم المساعدات الغذائية والطبية، مثل فريق ملهم الذي وزع الخبز وأمد المشافي بالتجهيزات.
بدأت حكومة الإنقاذ، التابعة لهيئة تحرير الشام، والتي سيطرت مع فصائل المعارضة السورية على مدينة حلب، بشكل فوري، البحث عن خطوات سريعة لتشغيل الأفران المتوقفة عن العمل، وتوفير وصول شحنات من الخبز من مناطق مجاورة، وتوزيعها مجاناً على الأهالي مع وعود بتوزيع أكثر تنظيماً خلال الأيام القادمة.
ورغم عودة بعض الأفران للعمل جزئياً بعد تأمين الوقود والدقيق لها من قوات المعارضة، إلا أن الازدحام الكبير لا يزال عقبة أمام الحصول على الخبز للكثير من الأسر، مع وجود تخوف من استمرار شلل للحركة الاقتصادية شبه التام في المدينة.
وينتظر سائر بوادقجي ضمن طوابير طويلة في حي صلاح الدين بمدينة حلب لساعات أمام الفرن للحصول على الخبز، وسط مخاوف من نفاد الكميات قبل وصول دوره. وقال لـ"العربي الجديد" إن "الحصول على الخبز أصبح أمراً صعباً للغاية، ورغم أن هناك المزيد من الإمدادات، إلا أن الكميات لا تكفي الجميع". وأضاف أنه سعيد بدخول فصائل المعارضة حلب، لكنه يخشى من توقف الخدمات واستمرار أزمة الخبز لمدة طويلة.
أما مرام البكري المقيمة في مساكن هنانو، فقالت لـ"العربي الجديد": "أنا سعيدة بالتخلص من نظام الأسد القمعي، رغم أن أطفالي الثلاثة باتوا دون عشاء ليلة أمس". وأضافت: "الحياة حالياً متوقفة في حلب وتأمين الخبز هو المهمة الأصعب، فقد لجأت لمؤونة المنزل من خلال استخدام بدائل أخرى عنه مثل الأرز والبرغل والمعكرونة والبطاطس، من أجل إطعام أطفالي، ريثما تتوفر المواد الغذائية والخبز في الأسواق بكميات أكبر، فالازدحام على الخبز وقلة الأفران التي عادت للعمل يحرم الكثيرين من الحصول عليه.
وتابعت أن زوجها أمضى ساعات طويلة أمام الفرن، ينتظر أن يحصل على رغيف خبز واحد دون جدوى، عدا عن أن معظم المحلات الغذائية مغلقة، ما يجعلهم أمام خيارات محدودة في الحصول على الطعام لأبنائها.
أما مروى الرسلان فعبرت بصوت يختنق بالدموع عن خوفها على أبنائها من الجوع، وقالت: "ابنتي ذات الثلاث سنوات كانت تبكي جائعة طوال الوقت، فهي اعتادت على أكل الخبز يومياً، وتحب سندويشات الزعتر والجبن لكنها حرمت منها في اليومين السابقين بعد توقف عمل الأفران في المدينة، حيث عطلت العمليات العسكرية الحياة اليومية في المدينة وأثرت كثيراً على توفير الاحتياجات الأساسية".
وأوضحت أن ما حصل في المدينة كان مفاجئاً، وكانت تتمنى لو علمت به مسبقاً لتخزن بعض المؤن لهذه الأيام، وأكثر ما يقلقها تأثير ما حصل من سيطرة فصائل المعارضة على المدينة على الحياة المعيشية فيها، خاصة مع بدء حرب انتقامية من طائرات النظام وحليفه الروسي على المدينة. وبين الأمل والترقب تنتظر الرسلان إجراءات فاعلة وحلولاً جذرية وأساسية من حكومة المعارضة تسهل حركة السكان وحصولهم على احتياجاتهم، كما إعادة فتح المحلات التجارية وتفعيل النشاط الاقتصادي في المدينة.
وتتوقع الرسلان أن نقص المؤونة داخل منازل الأسر في حلب سيكون سبباً لمشكلة إنسانية قادمة، خاصة أن الأوضاع المادية السيئة التي يسودها الفقر وقلة مصادر الدخل لمعظم العوائل جعلتها تشتري احتياجاتها الغذائية يومياً.
ومنذ اللحظات الأولى لم يتوان العديد من منظمات المجتمع المدني والفرق التطوعية العاملة في شمال غرب سورية عن تقديم المساعدة الغذائية والطبية للمدنيين في حلب. وقال مدير المشاريع الإنسانية بفريق ملهم فيصل السويد لـ"العربي الجديد" إن الفريق "استنفر بكافة قدراته وأعضائه للعمل في مدينة حلب مع أول يوم عقب سيطرة المعارضة عليها، ووزع أكثر من ألف كيس خبز في أحياء حلب الجديدة وسيف الدولة، إضافة لإمداد المشافي بالتجهيزات والمواد الطبية المختلفة، وما زال العمل مستمراً حتى تأمين كافة الأسر، وعودة الحياة الطبيعية الكاملة للمدينة".