أزمة الجوازات تهدد سفر ملايين البريطانيين.. وخسائرهم 1.3 مليار دولار

مع عودة السفر الدولي إلى مستويات ما قبل انتشار جائحة كورونا، ارتفع عدد المسافرين في غالبية الدول وضمنها بريطانيا، لكنّ نحو 4.5 ملايين مسافر بريطاني يواجهون خطر إلغاء الإجازات الصيفية خارج البلاد، بسبب التأخر في تجديد جوازاتهم.

وأصبحت هذه المشكلة تؤرق البريطانيين، وسط تباطؤ السلطات في حل هذه الأزمة، بالتزامن مع اقتراب موسم السفر والعطلات الخارجية. يقدر مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال البريطاني أن هناك احتمالا بنسبة 50 في المائة فقط لإجراء عملية تجديد جواز سفر "ناجحة وفي الوقت المناسب" للمسافرين بناءً على التقارير الحالية. ويضيف أنّه حصل على بيانات تظهر أنّ أكثر من اثنين من كلّ خمسة يخططون لرحلة خارج البلاد في الأشهر الـ 12 المقبلة.

وأعلنت دراسة مركز الأبحاث منذ أيام، أن المصطافين البريطانيين الذين يكافحون للحصول على جوازات سفر للاستمتاع بإجازة بعيداً عن بريطانيا، من المتوقع أن يخسروا 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) بسبب الاضطرار إلى إلغاء عطلاتهم.

ومن المتوقّع أن تخسر العائلات حوالي 2400 جنيه إسترليني لكل منها، في حال فشلها في الحصول على وثائق سفر صالحة في الوقت المناسب. في المقابل، ردت وزارة الداخلية على الحسابات التي تشير إلى أن ملايين المصطافين قد يضطرون إلى إلغاء الرحلات هذا الصيف نتيجة التأخير في التعامل مع جوازات السفر.

ونصح مكتب الجوازات، وهو وكالة تابعة لوزارة الداخلية، المسافرين بتقديم الطلبات قبل 10 أسابيع على الأقل من موعد السفر المخطط له. في ما يبدو، ما زالت غالبية الناس تعتقد أنّ فترة تجديد جوازات السفر وإصدارها ثابتة كما كانت عليه قبل الوباء، حيث كانت تأخذ عادة حوالي ثلاثة أسابيع من تاريخ تقديم الطلبات.

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

معضلة العودة إلى المكاتب في بريطانيا: امتناع على وقع ارتفاع التضخم

في هذا السياق، قالت الحكومة إنّ هناك زيادة غير مسبوقة في الطلبات بعد رفع قيود فيروس كورونا، لأن خمسة ملايين شخص أرجأوا تجديد جوازات سفرهم أثناء الوباء في عامي 2020 و2021. وبموجب قواعد السفر في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، يجب أن تكون جوازات البريطانيين صالحة لثلاثة أشهر على الأقل، مما يهدّد بمزيد من الضغط على النظام.

وبموجب قواعد منطقة شنغن، يجب أن يكون جواز السفر مجددا خلال أقل من 10 سنوات خلال يوم الدخول إلى أراضيها، وصالحًا لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد اليوم الذي يخطط فيه الزائر للمغادرة. بيد أنّ قاعدة الثلاثة أشهر تنطبق على بعض الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل سويسرا والنرويج وأيسلندا وليختنشتاين وأندورا وموناكو وسان مارينو ومدينة الفاتيكان.

وقال بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، إنّ الجمهور يستحق خدمة جوازات سفر "أرخص وأسرع"، بعدما رفض استبعاد الخصخصة في حال الفشل في التعامل مع الطلبات المتراكمة. واشتكى المسافرون من أنّه حتى بعد الموافقة على تجديد جوازات سفرهم، إلا أنهم لم يستلموها منذ أشهر.

وحظيت هذه القضية بتغطية صحافية كبيرة أخيراً، بعدما واجه الناس إلغاء عطلاتهم أو تبديل خطط السفر بسبب أوقات انتظار الجوازات. بالإضافة إلى ذلك، تحدّث الناس عن انتظارهم لما يزيد عن أسبوعين عند محاولتهم الاتصال بمكتب الجوازات وطلب مكالمات عاجلة.

"لم أتمكن من السفر مع ابن خالتي إلى بودابست (هنغاريا) خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، للاحتفال بسهرة وداع العزوبية، بسبب هذا التأخير في تجديد جوازات السفر، ولم يكن لديّ أدنى فكرة عن الموضوع سوى حين هممت بإجراءات التجديد" يقول إدوارد (18 عاماً) في حديثه إلى "العربي الجديد".

اقتصاد الناس

التحديثات الحية

ربع سكان بريطانيا يعانون لدفع الفواتير

ويكمل أنه عندما حاول أن يجدد جوازه وفق "المسار السريع" لم يحصل على موعد قريب، وقيل له إن المواعيد محدودة بسبب الضغط الكبير على الخدمة. يضيف إدوارد أنّ أحد الأصدقاء المرافقين لابن خالته، اكتشف قبل يوم واحد فقط من موعد السفر أنّ صلاحية جوازه تنتهي في غضون شهرين، وأنّ جوازه يحتاج إلى ثلاثة أشهر للسفر إلى دولة في الاتحاد الأوروبي.

لكنّه توجّه إلى مطار لوتون مع الأصدقاء وهو في غاية التوتّر، كونه دفع تكاليف السفر والسكن. كانوا جميعهم يشعرون بالقلق ويخشون من عدم السماح لصديقهم بالسفر، لكنّهم فوجئوا عندما سمح موظفو الأمن له بالمرور من دون الانتباه إلى صلاحية جواز السفر. وما إن صعدوا إلى الطائرة حتى ابتهلوا فرحاً، لكن قد لا يحالف الحظ غيره من المسافرين.

ويواجه البريطانيون الذين يتقدمون بطلب للحصول على جواز سفر جديد مشاكل مع تعطل الموقع، ومحاولات ملايين الناس تجديد جوازات سفرهم في الوقت ذاته.

ويتوقع مكتب الجوازات تقديم 9.5 ملايين طلب جواز سفر بريطاني هذا العام، ففي مارس/آذار 2022 وحده تعامل المكتب مع أكثر من مليون طلب جديد لجوازات السفر، وهو أعلى معدّل على الإطلاق. ويوضح المكتب أنّ الغالبية العظمى من طلبات جوازات السفر تحتاج إلى ما يقارب عشرة أسابيع. مع ذلك، لا يمكن إصدار جواز سفر إلا بعد الانتهاء من جميع عمليات التحقق بشكل مرضٍ، وأنّ هذه العملية تستغرق وقتاً أطول إذا كانت تنقص الطلبات معلومات أو مستندات.