أزمة أشباه الموصلات مستمرة حتى العام المقبل

15 سبتمبر 2021
مصنع شرائح تابع لشركة إنتل الأميركية في الصين (getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن التعاون بين شركات السيارات وشركات أشباه الموصلات يتسارع في الولايات المتحدة لحل أزمة الشرائح أو الرقائق التي تهدد الصناعة منذ أكثر من عام.

وتوقعت شركة الإلكترونيات الأميركية "3 إم" أن نقص أشباه الموصلات الذي عطل مصانع السيارات حول العالم ربما يستمر في العام المقبل 2022.
وضاعفت الشركة توقعاتها السابقة للانخفاض في إنتاج السيارات الجديدة في النصف الثاني من عام 2020 إلى 6% على أساس سنوي بدلاً من 3%، وفقاً لمؤتمر نظمه مصرف "مورغان ستانلي".
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة أنتل الأميركية، بات غيلسنر، في مؤتمر أمس الثلاثاء، إن شهية صناعة السيارات لأشباه الموصلات يجعل منها أهم زبون لنا، ووعد غيلسنر بمضاعفة إنتاج شركته من الشرائح لمقابلة احتياجات شركات السيارات في الولايات المتحدة. وكانت العديد من شركات السيارات قد عطلت بعض خطوط إنتاجها خلال العام الماضي والأشهر الأولى من العام الجاري بسبب النقص في الشرائح.
وتسببت أزمة نقص الرقائق في اضطرابات في إنتاج بعض موديلات "هيونداي موتور" في مصانعها المحلية. ووفقًا لما ذكرته مصادر لوكالة "يونهاب"، تخطط الشركة الكورية الجنوبية لتعليق الإنتاج مؤقتًا في مصنعها في مدينة آسا التي تبعد 100 كيلومتر عن العاصمة سيول بدءًا من اليوم الأربعاء، نتيجة نقص الرقائق.
وحدثت هذه الأزمة بعد أيام من اتجاه "هيونداي" لتعطيل مصنعها الذي ينتج "سوناتا سيدان" و"سانتا إف أي" لمدة يومين في الأسبوع الماضي للسبب نفسه. كما اضطرت "هيونداي" لإغلاق مصنعها في مدينة أولسان بداية من أول من أمس نتيجة نقص الرقائق، مما عطل إنتاج السيارة الرياضية "باليسايد" و"ميني فان ستاريا".

وافتتحت ألمانيا التي تملك صناعة كثيفة للسيارات خلال الشهور الماضية مصنعاً جديداً لأشباه الموصلات، وهنالك مصنع كبير للشرائح في هولندا. لكن صناعة الرقائق تتركز في تايوان ودول جنوب شرقي آسيا وليس في أوروبا أو أميركا.
وتمثل صناعة الشرائح الإلكترونية في أميركا نسبة 1% من إجمالي الصناعات. وتعد شركة "إنفيديا" واحدة من أكبر شركات إنتاج معالجات الرسومات وبطاقات العرض المرئي وشرائح الكمبيوتر وأنظمة ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة.
كما أن شركة "إنتل" الأميركية من أكبر شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات المتخصصة في صناعة الرقائق ومعالجات الكمبيوتر. وأعلنت الشركة عزمها على استثمار 80 مليار دولار في صناعة الشرائح بالقارة الأوروبية خلال الأعوام العشرة المقبلة لصناعة رقائق لدعم صناعة السيارات.
كما توجد في الولايات المتحدة شركة "مايكرون" المتخصصة في إنتاج شرائح الذاكرة والتخزين، بما في ذلك ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية وذاكرة الفلاش ومحركات الأقراص. وتبلغ قيمة مايكرون السوقية 83 مليار دولار ويعمل لديها 40 ألف موظف في 17 دولة، وحققت إيرادات في الربع الثالث المنتهي في يونيو/ حزيران الماضي بقيمة 7.4 مليارات دولار وصافي ربح 1.7 مليار دولار.

حجم الاستثمار الأميركي في صناعة أشباه الموصلات بطيئاً، وتعتمد الصناعة الأميركية على الاستيراد من دول جنوب شرقي آسيا، خاصة تايوان

وكان حجم الاستثمار الأميركي في صناعة أشباه الموصلات بطيئاً، وتعتمد الصناعة الأميركية على الاستيراد من دول جنوب شرقي آسيا، خاصة تايوان. وتراوحت معدلات الاستثمار بصناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة بين 15 و20% من إجمالي المبيعات خلال العقد الماضي، في حين بلغت حصة البحث والتطوير لأشباه الموصلات 12 في المائة، ولآلات أشباه الموصلات نحو 20 في المائة.
لكن في أعقاب أزمة أشباه الموصلات التي استشرت في أعقاب جائحة كورونا وتداعياتها السلبية على الإنتاج ارتفع معدل الاستثمار الأميركي في صناعة الشرائح، خاصة وأن أسهم شركات الشرائح شهدت ارتفاعات كبيرة في بورصة "وول ستريت".
ويتركز تصنيع أشباه الموصلات حتى الآن في جنوب شرقي أسيا في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة. واحتلت شركة سامسونغ الكورية المركز الثاني عالميا ًفي 2019 من حيث الحجم، وفقا لمركز الإحصاءات "ستاتيستا".

وفي تايوان المهيمنة على صناعة مسابك أشباه الموصلات، استطاعت الحكومة التايوانية منذ الثمانينيات في القرن الماضي تعزيز الصناعة عبر التمويل المباشر بالإعانات والقروض ذات الفائدة المنخفضة. واختلفت استراتيجية سنغافورة عن باقي الدول الآسيوية، حيث أتاحت للاستثمار الأجنبي الفرصة من خلال توفيرها الأموال العامة والحوافز الضريبية، ما عزز صناعة الشرائح الإلكترونية.
لكن في أوروبا تميل الشركات إلى التخصص، وتركز على صناعة السيارات والطاقة والأتمتة الصناعية، وقليل جداً دورها في إنتاج رقائق السيليكون. وذلك على الرغم من التقنية الرفيعة التي تملكها دول مثل ألمانيا وهولندا في هندسة الرقائق والشرائح. ولا تتعدى مبيعات شركات الشرائح في أوروبا نسبة 10% من إجمالي المبيعات العالمية.

المساهمون