يتجه عملاق الغاز الروسي "غازبروم" لتحقيق أرباح قياسية في سنة 2021 التي أوشكت على الانتهاء، تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وسط قفزة غير مسبوقة في أسعار الغاز بالسوق الأوروبية بعد رفع معظم القيود المتعلقة بجائحة كورونا.
ويتزامن ذلك مع التأخر في تشغيل مشروع "السيل الشمالي-2" لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرة عبر قاع بحر البلطيق. وتشير أرقام شركة "غازبروم" إلى تحقيقها أرباحاً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام بلغت 1.5 تريليون روبل (حوالي 20 مليار دولار) قابلة لمزيد من الارتفاع بعد إضافة عوائد الربع الأخير من العام، حين قفزت أسعار الغاز بالسوق الأوروبية إلى نحو ألفي دولار لكلّ ألف متر مكعب قبل تراجعها.
وفي هذا الإطار، يتوقع نائب مدير صندوق أمن الطاقة الوطني في موسكو، أليكسي غريفاتش، أن يكون الربع الأخير من العام هو الأكثر نجاحاً لـ"غازبروم" وروسيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز والنفط، مع استمرار الديناميكية الإيجابية في العام المقبل.
ويقول غريفاتش في تعليق لـ"العربي الجديد": "من وجهة النظر المالية، سيكون الربع الأخير هو الأكثر نجاحاً في العام الحالي بسبب توجه أسعار الغاز والنفط نحو الارتفاع. وقد يزداد صافي أرباح غازبروم، بنسبة 50 إلى 60 في المائة إضافية بأدنى تقدير بحلول نهاية العام".
وحول توقعاته لديناميكية أرباح "غازبروم" في العام المقبل، يضيف: "ستكون المؤشرات المالية جيدة للغاية طوال النصف الأول من العام المقبل، إذ ستتم مقارنتها مع الأسعار المنخفضة نسبياً للفترة ذاتها من العام الحالي، لكن بعد ذلك ستتم المقارنة مع الأسعار الفورية الفائقة لخريف 2021".
ومن اللافت أنّ أرباح "غازبروم" خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي والتي تفوق أرباح الشركة عن أيّ سنة ميلادية كاملة في تاريخها، جاءت بعد تكبدها صافي الخسائر بواقع 202 مليار روبل (حوالي 2.7 مليار دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي) خلال الفترة المماثلة من العام الماضي. وبلغ متوسط سعر تصدير الغاز الروسي في الربع الثالث من العام الحالي 304 دولارات لكلّ ألف متر مكعب، بزيادة قدرها أكثر من الضعفين مقارنة مع العام الماضي.
وازداد صافي عوائد "غازبروم" عن بيع الغاز بنسبة 77 في المائة مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي، متجاوزة 3.4 تريليونات روبل (45 مليار دولار تقريباً). وارتفع صافي عوائد بيع الغاز لأوروبا والدول الأخرى بنسبة 117 في المائة، وبنسبة 18 في المائة داخل روسيا.
وجاءت القفزة في أرباح "غازبروم" متزامنة مع تحميل بولندا الشركة الروسية المسؤولية عن أداء "دور هدام" بسوق الغاز الأوروبية، داعية بروكسل إلى بدء تحقيق في احتكار عملاق الغاز الروسي لسوق الغاز في القارة العجوز، وسط توقعات بشتاء بارد.
يذكر أنّ أسعار الغاز بدأت بارتفاع حاد في خريف 2021، محطمة أرقاماً قياسية واحداً تلو الآخر، لتبلغ 600 دولار لكلّ ألف متر مكعب في 30 أغسطس/ آب الماضي، و970 دولاراً بحلول منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، وصولاً إلى 1969 دولاراً في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما أثار حفيظة الاتحاد الأوروبي.