أداء الجنيه السيئ في 10 سنوات يفقد مليونيرات مصر 20% من ثرواتهم

22 ابريل 2024
فقد الجنيه المصري منذ 2016 أكثر من 80% من قيمته، 8 يناير 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مصر شهدت تراجعاً في ثروات مليونيراتها بنسبة 20% خلال العقد الماضي بسبب تدهور الجنيه وضعف البورصة، مع توقعات بمزيد من التراجع بسبب استمرار تدهور العملة والهجرة.
- أفريقيا تواجه تحديات بسبب هجرة الأثرياء، خسرت نحو 18,700 مليونير من 2013 إلى 2023، مع توقعات بنمو عدد المليونيرات في دول أخرى مثل موريشيوس وناميبيا والمغرب.
- القاهرة من أغلى المدن في أفريقيا للسكن الفاخر، بينما هجرة الأثرياء المصريين إلى الإمارات وبريطانيا تعكس التحديات الاقتصادية والسياسية، مؤثرةً سلباً على نمو الثروات في مصر.

فقد مليونيرات مصر 20٪ من قيمة ثرواتهم خلال السنوات العشر الماضية، مدفوعة بتدهور قيمة الجنيه وتذبذب أداء البورصة وضعف أداء أسواق المال، وفقا لما أظهره أحدث تقرير لمؤسسة استشارات الثروات الدولية الأميركية "هينلي آند بارتنرز"، حول الثروة الأفريقية لعام 2024.

وأشار التقرير الصادر في 18 إبريل/ نيسان الحالي، إلى أنّ مصر من بين الدول المرشح تراجع أعداد أصحاب الملايين بها، رغم تزايد أعداد أصحاب الملايين بنسبة 65٪ في دول القارة الأفريقية خلال العقد المقبل، مع استمرار تدهور قيمة الجنيه مقابل الدولار والعملات الصعبة والإجراءات الروتينية التي تدفع المستثمرين إلى الهجرة بالخارج وابتعادهم عن اقتناء الممتلكات. 

وأكد التقرير أن أداء الجنيه كان سيئاً طوال العشرية الأخيرة، أسوة بعملات أغلب البلدان الأفريقية الأخرى مقارنة بالدولار، والتي شهدت تراجعاً تجاوز 75% في مصر ونيجيريا وأنغولا وزامبيا.

وتظهر تقارير دولية تراجع قيمة الجنيه المصري بنحو 80٪ منذ بدء برامج التعويم التي نفذتها الحكومة منذ عام 2016، حيث ارتفع سعر الدولار من مستوى 7.5 جنيهات إلى نحو 50 جنيهاً حالياً، بما أدى إلى وقوع ثلثي أفراد المجتمع عند مستوى حد الفقر المحدد من قبل البنك الدولي، مع اتجاه 33% من تعداد تلك الشريحة إلى الفقر المدقع، حيث لا تتمكن الأسر من توفير أكثر من وجبة يومياً. 

مصر ضمن "الخمسة الكبار" أفريقياً من حيث عدد المليارديرات

وأوضح التقرير التاسع الذي تصدره سنوياً "هينلي آند بارتنرز"، وفق أرقام حتى ديسمبر/ كانون الأول 2023، أنّ إجمالي الثروة القابلة للاستثمار الموجودة حالياً في دول القارة الأفريقية يبلغ 2.5 تريليون دولار، متوقعاً زيادة أعداد المليونيرات بنسبة 65% على مدى السنوات العشر المقبلة.

ويكشف التقرير وجود 135 ألفاً و200 شخص لديهم ثروات سائلة قابلة للاستثمار تبلغ مليون دولار أو أكثر يعيشون في أفريقيا، إلى جانب 342 مليونيراً ينتمون إلى فئة ذوي الغنى الفاحش، بامتلاك 100 مليون دولار أو أكثر و21 مليارديراً.

وتمثل أسواق الثروة "الخمسة الكبار" في القارة السوداء، أي جنوب أفريقيا ومصر ونيجيريا وكينيا والمغرب، التي تملك مجتمعةً نحو 56% من أصحاب الملايين بالقارة وأكثر من 90% من عدد مليارديراتها.

تشهد أكبر الاقتصادات في أفريقيا انخفاضاً في عدد المليونيرات بسبب ضعف أداء أسواق الأسهم وانخفاض قيمة العملة والهجرة، وهي دول جنوب أفريقيا ومصر ونيجيريا، رغم أن لدى هذه الدول حتى الآن أكبر عدد من المليونيرات في أفريقيا، لكن الظروف الاقتصادية المعاكسة قلّصت أعدادهم بنسبة 20% على الأقل بين عامي 2013 و2023.

كما يظهر أحدث تقرير للثروة الصادر عن هينلي وشركاه، أن جنوب أفريقيا هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي لديها 100 فرد بقيمة صافية قدرها 100 مليون دولار أو أكثر، لكن هذا الوضع مهدد بانخفاض الراند بنسبة 43% مقابل الدولار وتراجع بورصة جوهانسبرغ بنسبة 5% على مدى العقد الماضي.

ومن المتوقع أن يكون أعلى نمو لعدد المليونيرات في دول موريشيوس وناميبيا والمغرب وزامبيا وكينيا وأوغندا ورواندا، حيث سينمو كل منها بنسبة 80٪ أو أكثر، مدفوعاً جزئياً بتدابير جذب المستثمرين الأجانب وتشجيع الملكية، كما هو الحال بشكل خاص في موريشيوس وناميبيا. 

هروب الأثرياء من القارة 

وأوضح رئيس قسم الأبحاث بمؤسسة "New World Wealth" المشاركة في التقرير، أندرو أمويلز، أن الدول الأفريقية تخسر أعداداً كبيرة من الأثرياء بسبب الهجرة، مما يؤدي إلى تآكل ثروات القارة، مؤكداً مغادرة ما يقرب من 18 ألفاً و700 مليونير من الأفراد ذوي الثروات العالية أفريقيا خلال الفترة 2013-2023.

ورصد أمويلز "انتشار 54 مليارديراً ولدوا في أفريقيا في أنحاء متفرقة من العالم، من بينهم إيلون ماسك أحد أغنى أغنياء العالم، وبقاء 21 منهم فقط للعيش في القارة"، مؤكداً أنّ "معظم هؤلاء المليونيرات المغادرين للقارة السمراء يعيشون حالياً في بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا والإمارات، مع توجه أعداد كبيرة إلى فرنسا وسويسرا وموناكو والبرتغال وكندا ونيوزيلندا وإسرائيل". 

ولجأت عائلتا ساويرس ومنصور المسجلتان في قائمة أغنى أغنياء العالم، طوال العقد الماضي، إلى نقل ثرواتهما وإدارات شركاتهما إلى كل من دولتي الإمارات وبريطانيا على التوالي، مما دفع عدداً من كبار رجال الأعمال إلى نقل استثماراتهم إلى السعودية ودول الخليج وأوروبا، هرباً من القيود التي تضعها الحكومة على القطاع الخاص وانتشار الفساد وتراجع العملة وشح الدولار، مع وجود مخاوف من المصادرة للاستثمارات، وفقاً لقوانين الإرهاب التي تطبق بطريقة عشوائية، على بعض رجال الأعمال غير المقربين من الدوائر المقربة من كبار المسؤولين بالدولة والأجهزة الأمنية. 

ترتيب أول 10 دول من حيث عدد المليونيرات في أفريقيا

يشير التقرير إلى أنه رغم أن العقد الماضي القاسي الذي شهد انخفاضاً بنسبة 20% في عدد المليونيرات، لا تزال جنوب أفريقيا موطناً لأكثر من ضعف عدد الأثرياء مقارنة بأي دولة أفريقية أخرى بحيازتها لــ 37400 مليونير، و5 من أصحاب المليار دولار، تليها مصر بنحو 15600 مليونير و25 شخصاً من أصحاب 100 مليون دولار و7 مليارديرات.

بينما تحتل نيجيريا المركز الثالث بعدد 8200 مليونير، تليها كينيا 7200 مليونير والمغرب 6800 مليونير، وموريشيوس 5100 مليونير، والجزائر 2800 مليونير، وإثيوبيا وغانا 2700 مليونير لكل منهما، وناميبيا 2300 مليونير، مسجلين ضمن قائمة أغنى 10 دول في أفريقيا. 

ووفقاً للتقرير، تحتل جوهانسبرغ مكانتها كأغنى مدينة في أفريقيا، حيث يوجد بها 12300 مليونير، و25 سنتي مليونير ومليارديران، تليها مدينة كيب تاون وبها 7400 مليونير، و28 سنتي مليونير، وملياردير واحد،  ثم القاهرة 7200 مليونير، ونيروبي 4400، ولاغوس 4200.

وتعد القاهرة من بين أغلى عشر دول في قيمة السكن الحضري الفاخر، لمساحة ما بين 200-400 متر، حيث يبلغ متوسط سعر المتر المربع نحو 1500 دولار.

وتأتي مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا الأعلى سعراً، بمتوسط 5600 دولار للمتر المربع، تليها جزيرة غراند باي في دولة موريشيوس بمعدل 5000 دولار، ومراكش في المغرب 2200 دولار وطنجة 1600 دولار والدار البيضاء 1400 دولار للمتر المربع. 

المساهمون