آلاف المزارعين يتقدمون نحو مدريد احتجاجاً على سياسات الاتحاد الاوروبي

21 فبراير 2024
احتجاجات المزارعين في مدريد اليوم الأربعاء (Getty)
+ الخط -

توجه مئات المزارعين بجراراتهم نحو وسط العاصمة الإسبانية، مدريد، يوم الأربعاء ضمن الاحتجاجات المستمرة المناهضة لسياسات الزراعة الأوروبية والمحلية، وللمطالبة باتخاذ إجراءات للتخفيف من وطأة ارتفاع تكاليف الإنتاج.

وسيشمل الاحتجاج، وهو الأكبر من نوعه في مدريد، بعد مرور أكثر من أسبوعين على الاحتجاجات اليومية بجميع أنحاء البلاد، مسيرة خارج مقر وزارة الزراعة الإسبانية.

وقالت النقابات الزراعية الرئيسية في إسبانيا إن المسيرة ستضم 500 جرار، بالإضافة لحافلات على متنها آلاف المزارعين. وسيتعين على العديد من الجرارات البقاء خارج المدينة بسبب قيود حكومية.

ونظمت احتجاجات مماثلة بأنحاء أوروبا في الأسابيع الماضية، حيث يشكو المزارعون من أن سياسات الاتحاد الأوروبي الخاصة بالبيئة وغيرها ”تشكل عبئا ماليا، وتجعل منتجاتهم أكثر كلفة من الواردات من خارج الاتحاد الأوروبي".

وأثارت انتفاضة الجرارات الآخذة في الاتساع قلق المفوضية الأوروبية التي رضخت لبعض مطالب المزارعين، حيث أوصت رئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين الكتلة بالتخلي عن خطة لخفض استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة استجابة لمطلب المحتجين.

وقدمت إسبانيا والمفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، بعض التنازلات في الأسابيع الماضية، لكن المزارعين يقولون إنها غير كافية.

وإلى جانب السياسات الأوروبية، يؤكد المزارعون الإسبان أن القانون - الذي يهدف لضمان أن يسدد تجار الجملة في المتاجر الكبرى أسعارا عادلة لبضائعهم - لا يطبق، في حين ترتفع أسعار المستهلك.

ويشكو المزارعون من أن السياسات البيئية وغيرها من السياسات التي تنتهجها دول الاتحاد الأوروبي تشكل عبئاً مالياً، وتجعل منتجاتهم أكثر تكلفة مقارنة مع الواردات الأجنبية.

وفي فرنسا المجاورة، أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي، تتعرض حكومة الرئيس ايمانويل ماكرون أيضا لضغط متزايد من مزارعين غاضبين خرجوا في تظاهرات كبيرة الشهر الماضي، واستمرت احتجاجاتهم المتفرقة لتحسين الأجور والحصول على مزيد من المساعدات.

ويُتوقع أن يحضر ماكرون افتتاح المعرض الزراعي السنوي الكبير في فرنسا نهاية هذا الأسبوع في باريس. وقبيل ذلك الاختبار، سعى رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال الأربعاء لإقناع القطاع الزراعي بتسريع وتيرة جهود موعودة لجعل الزراعة أكثر ربحا، مع تبسيط إجراءاتها.

وقال: "في الأسابيع الأخيرة، في أنحاء أوروبا، جعل المزارعون أنفسهم مسموعين بصرخة غضب، صرحة جاءت من الأعماق. خلف هذه الصرخة، قبل كل شيء، كان هناك نداء للتحرك".

ووعد رئيس الوزراء بوضع مسودة قانون بحلول الصيف لتعزيز موقف المزارعين الفرنسيين في المفاوضات التجارية مع الموزعين بشأن أسعار منتجاتهم. وتعهد أيضا بإجراءات تسهل على المزارعين تعيين عمال موسميين بأجور زهيدة، ويشمل ذلك جلبهم من الخارج.

وأضاف أتال أن حكومته تعمل على حماية المزارعين الفرنسيين من واردات الدواجن والبيض والسكر والحبوب من أوكرانيا.

وقال "التضامن مع أوكرانيا ضروري بالطبع لكن لا يمكن أن يأتي مع الإخلال بمصلحة مزارعينا؟".

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون