تخطط آبل للانسحاب من الصين، في أعقاب الاضطرابات الأخيرة التي عرقلت عمليات الإنتاج في مصانع مهمة للشركة. وفي الأسابيع الأخيرة، انخفضت أسهم شركة آبل الأميركية بنسبة 0.34% بسبب هذه الاضطرابات التي تلاها الحديث عن خطط الشركة لتحويل بعض منتجاتها إلى خارج الصين، وهي الدولة المهيمنة منذ فترة سنوات طويلة على سلاسل التوريد العالمية التي باتت تحدد النمو الاقتصادي في الدول.
وحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، يقول أشخاص شاركوا في المناقشات التي أجرتها الصحيفة حول هذا الوضع، إن موردي منتجات آبل يطالبون الشركة بالتخطيط بنشاط أكبر لتجميع منتجاتها في أماكن أخرى في آسيا غير الصين، مثل الهند وفيتنام، ويتطلعون إلى تقليل الاعتماد على المجمعات التايوانية بقيادة Foxconn 2354 وخفضها بنسبة 4.05% في منتجات آبل.
وأدت الاضطرابات التي شهدتها الصين إلى عرقلة العمل في مدينة "آي فون سيتي"، وهي مدينة تقنية تابعة لإقليم تشنغتشو، كذلك عطلت الاضطرابات الأعمال في مصنع تديره شركة فوككتون يعمل فيه ما يصل إلى 300000 عامل متخصّص في صنع أجهزة iPhone ومنتجات Apple الأخرى. وتمكنت هذه المصانع في مرحلة ما من صناعة حوالى 85٪ من أجهزة "آي فون"، وفقاً لشركة الأبحاث الأميركية "كاونتر بوينت ريسيرش".
ووسط تواصل الاضطرابات في العام الجاري، لم تعد شركة آبل تشعر بالراحة لوجود الكثير من أعمالها في مكان واحد، وفقاً للمحللين والأشخاص في سلسلة التوريد الخاصة بـ Apple.
في هذا الصدد، قال المدير التنفيذي السابق لشركة فوكسكون، آلان يونج: "في الماضي، لم يكن الناس ينتبهون لمخاطر التركيز في تصنيع قطع الإمداد... وكانت التجارة الحرة هي القاعدة، والأمور كانت متوقعة للغاية. الآن دخلنا إلى عالم جديد".
وفي مكالمات مع المستثمرين في وقت سابق من هذا العام، نسبت "وول ستريت جورنال" إلى مسؤولين تنفيذيين في شركة "ليكسشير" الأميركية أن بعض عملاء الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، الذين لم يكشفوا أسماءهم، كانوا قلقين بشأن مشكلة سلسلة التوريد الصينية الناجمة عن تدابير الوقاية من Covid-19 ونقص الطاقة وغيرها من المشكلات. وقالوا إن هؤلاء العملاء يريدون من "ليكسشير" مساعدتهم على القيام بالمزيد من العمل خارج الصين.
أشار المسؤولون التنفيذيون إلى ما يُعرف باسم مقدمة المنتج الجديد، أو NPI، عندما تكلف Apple فرقاً للعمل مع المقاولين في ترجمة مخططات منتجاتها ونماذجها الأولية إلى خطة تصنيع مفصلة.