"مهنيّات" تركيا تنافس في الصناعات الوقائية

05 يوليو 2021
مساهمة واسعة في إنتاج الكمامات الطبية (عارف هدفردي يمن/ الأناضول)
+ الخط -

تصدّر التعليم المهني، مواقع تركيا الصناعية خلال عامي كورونا، فدخلت الصروح التعليمية منافساً حقيقياً في صناعة المعقمات والكحول الطبي والكمامات، بل أثمرت دراسات التطوير المتعلقة بأجهزة التنفس الاصطناعية، عن إنتاج أول جهاز تركي، من صنع المدارس المهنية في ولاية هاتاي على الحدود التركية السورية.

وبحسب حديث مصادر تركية رسمية مع "العربي الجديد"، فقد ساهم تداول رأس المال عن طريق "الصندوق المتجدد" الذي أطلقته وزارة التعليم الوطني، في زيادة الطاقة الإنتاجية لمؤسسات التعليم المهني، وتنمية المهارات العملية لدى طلاب التعليم المهني، ليرتفع الدخل الوارد من منتجات المدارس الثانوية المهنية في تركيا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري بنسبة 17 في المائة، بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2020، ليصل إلى 135 مليون ليرة تركية (الدولار 8.5 ليرات). ويقول الطالب التركي ايرجان كوكلو لـ"العربي الجديد" إن الكثير من الطلاب الأتراك يتوجهون إلى التعليم المهني، لأنه أسرع في الوصول إلى التخصصات الجامعية ويعطي الطالب خبرة خلال الدراسة ويفتح له مجال الدخول إلى سوق العمل: "نتعاقد ونحن في الصف الثاني الثانوي مع شركات أو ورشات، وتتكفل المدرسة بجزء من الضمان الاجتماعي ونأخذ جزءاً من الراتب".

وتشير مصادر تركية رسمية إلى أن عام 2020 شهد زيادة في الدخل الوارد من منتجات المدارس الثانوية المهنية بنسبة 100 في المائة مقارنة بعامي 2019 و2018، ببلوغه 503 ملايين ليرة، وذلك رغم إغلاق المدارس لفترة طويلة بسبب وباء كورونا، إلا أن إنتاج المدارس المهنية حافظ على اتجاهه التصاعدي في عام 2021.

ويقول نائب وزير التعليم الوطني محمود أوزر، إن الوزارة اتخذت خطوات تتضمن تحويل التعليم المهني إلى مهنة لدى الطالب، عن طريق تعزيز وتقوية دورة التعليم والإنتاج والتوظيف، وأن إحدى الخطوات المتخذة هي زيادة الطاقة الإنتاجية عبر الصندوق المتجدد.

ولفت مؤخرا خلال تصريحات صحافية، إلى أن زيادة الدخل الإنتاجي من مدارس التعليم المهني، جاءت وفقا للتواريخ والخطط التي وُضعت في هذا الصدد، كما أُجريت تغييرات كبيرة في الملفات الإنتاجية، وتم أيضا توجيه الطاقة الإنتاجية المتزايدة في عام 2021 لتعزيز بنيتنا التحتية في ورشات العمل، وفقا لما حدّدته المديرية العامة للتعليم المهني والتقني.

وحول ترتيب الولايات التي حققت أعلى المداخيل من إنتاج المدارس المهنية خلال الثلث الأول من العام الجاري، بيّن أوزر أن أعلى دخل إنتاجي جاء من أنقرة وإسطنبول وشانلي أورفا على التوالي. ويقول: "حصلنا في هذه الفترة على دخل من إنتاج مؤسسات ومدارس التعليم المهني والتقني في أنقرة يعادل 16 مليونا و269 ألف ليرة، ومن إسطنبول 14 مليونا و229 ألف ليرة، ومن شانلي أورفا 8 ملايين و878 ألف ليرة".

ويرى أستاذ التصميم المتخصص بالألواح الذكية بمدرسة "جاداش ياشام" للتعليم المهني بإسطنبول، أرسين باموكجو أن خريجي المدارس المهنية من كلمات سر الصناعة التركية، لأنهم يدخلون سوق العمل مؤهلين ومدربين، وتركيا تعي هذه الحقيقة فتقدم التشجيع للطلاب ليدرسوا التخصصات العملية. ويضيف باموكجو لـ"العربي الجديد": يلقى خريجو المدارس المهنية، وهم في مراحل التدريب ترحيباً من أصحاب الورش والمنشآت وحتى الشركات لتخصصات الإدارة والمحاسبة، لأن المدراس تتكفل بجزء من التأمين وأجور الطلاب رخيصة بالمقارنة مع طلاب العمل".

وحول تبرير زيادة إنتاج المدارس المهنية خلال فترة كورونا، يشير المدرس التركي إلى أنه "بالإضافة إلى شبه التفرغ لمنتجات الوقاية من الوباء، توجد مناقصات تدخلها وزارة التعليم الوطني وترسو على مدارسنا، فمثلاً تولت المدارس المهنية العام الماضي صيانة وإصلاح الألواح الذكية الموزعة على المدارس التركية، وغير ذلك من أعمال التجهيز والصيانة، سواء في المدارس أو المنشآت العامة".

وتحول التعليم المهني في تركيا، من مستنزف لميزانية الوزارة إلى مولّد للأموال، بعد الاهتمام الحكومي بالورش داخل المدارس ودعم الطلاب خلال العمل والتوسع بالاتفاقات والشراكات مع الورش والمصانع، أو التوسع بالتخصصات لتصل حتى إلى الطيران المدني.

المساهمون