كررت حركة "طالبان"، اليوم الثلاثاء، على لسان الناطق باسمها ووكيل وزارة الخارجية ذبيح الله مجاهد، أن حكومة تصريف الأعمال مصممة على المضي قدما للعمل من أجل دفع رواتب الموظفين في الحكومة، بينما يرى الموظفون الذين لم يستلموا رواتبهم لثلاثة أشهر أن التأخر في هذا الصدد سيفضي إلى وقوع كارثة.
وقال مجاهد، في مؤتمر صحافي في كابول، إن لدى الحكومة مبالغ كافية لصرف رواتب المسؤولين والموظفين، مشددا في الوقت نفسه على أن ميزانية أفغانستان تواجه مشاكل بسبب تهريب مبالغ ضخمة من قبل مسؤولين سابقين في الحكومة، وبسبب تجميد المجتمع الدولي مبالغ مالية أفغانية.
وحول الإجراءات المتخذة حيال هذه المسألة، قال عضو اللجنة الثقافية، وهو قيادي في الحركة، قاري سعيد خوستي، لـ"العربي الجديد"، إن من أولويات حكومة "طالبان" صرف الرواتب، وهي "تعمل باستمرار على هذه القضية"، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء قرر أن تكون قضية صرف الرواتب من أولويات الحكومة نظرا للحالة المعيشية الصعبة في البلاد.
وأكد خوستي أن "البنك المركزي يجمع الأرقام والإحصاءات من جميع الإدارات، ويعمل على تدقيقها، لأننا لا نعلم كم من الموظفين والمسؤولين في الحكومة الحالية بقوا في البلاد، وكم منهم يحضرون إلى وظائفهم، وكم عدد الغائبين".
كما لفت إلى أن "من بين المشاكل الموجودة عدم وجود تكافؤ في رواتب الموظفين، لذا تحتاج الحكومة لأن تعمل سريعا على تحقيقه"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حكومة "طالبان" مصممة على دفع رواتب الأشهر الماضية أيضا التي لم تدفعها الحكومة السابقة، لأن "عامة الموظفين والمسؤولين قاموا بأداء العمل خلال تلك الأشهر، وبالتالي الرواتب من حقهم".
من جانبهم، رحب بعض الموظفين والعاملين في الحكومة بما قاله مجاهد اليوم، بينما أكد آخرون أن ذلك وعد تكرره "طالبان" منذ أن سيطرت على العاصمة، وأن معظم الموظفين والعاملين في الحكومة يعيشون تحت خطر الفقر، وفي حالة سيئة للغاية.
وفي السياق، يقول محمد ظهير، الموظف في وزارة شؤون اللاجئين، لـ"العربي الجديد"، إن المعضلة الأساسية تكمن في أن "طالبان" تستغرق وقتا أكثر من اللازم لإجراء الترتيبات، فيما كان لزاما عليها النظر إلى الحالة المعيشية، وأن تصرف الرواتب وفق الآلية القديمة، ثم كان بإمكانها في الأشهر القادمة أن تُجري التدقيق وتعمل على ترتيب آليات جديدة.
كما اعتبر ظهير أن "المشكلة الأساسية هي أن رواتبنا ضعيفة لا تكفي لشهر واحد إلا بصعوبة، الآن مضت 3 أشهر تقريبا ولم نستلم الرواتب، كما لا يوجد تاريخ محدد لصرف الرواتب، ونعيش بالاستدانة من أصحاب المحلات القريبة الذين نعرفهم، ومن الصعب جدا أن نمضي قدما على هذا المنوال".
لكن المولوي محمد إبراهيم، وهو عالم دين وإمام مسجد في كابول، وموظف رسمي في وزارة الشؤون الدينية، قال لـ"العربي الجديد"، إن "مجرد وعد طالبان بأنها ستدفع الرواتب، وأن هذا من أولوياتها، شيء إيجابي، ولا شك في أن الوضع صعب، لكن طالبان الآن كحكومة تحتاج إلى وقت كي ترتب أوراقها وتعيد الحسابات السابقة، لا سيما أن معظم الأموال الأفغانية مجمدة".