قالت وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" للتصنيفات الائتمانية، الثلاثاء، إن العملات المشفرة لا تزال تمثل في الغالب أدوات للمضاربة وليست وسيلة للتجارة أو الدفع، رغم الاهتمام الأخير بدعم ارتفاع أسعار البيتكوين.
وأفادت الوكالة في تقرير، بأن الانخفاض الشديد في أسعار الفائدة والسيولة العالية، وتزايد توقعات التضخم، والتقييمات المرتفعة للأوراق المالية الأخرى، من المحتمل أنها ساهمت بتجدد اهتمام المستثمرين بالبيتكوين.
وأشارت الوكالة إلى أن بعض المستثمرين يرون أن البيتكوين تنافس الذهب والسلع الأخرى، كملاذ للحفاظ على القيمة وللتحوط ضد التضخم.
وأورد التقرير أن الجهات التنظيمية وتزايد الثقة بين الناس هما مفاتيح الاستخدام الأوسع لهذه العملات.
ولفت التقرير إلى أن هناك فرصة لاعتماد العملات الرقمية للبنوك المركزية على نطاق واسع، كوسيلة للدفع أكبر من العملات الرقمية الخاصة، في المدى الطويل.
وسجلت العملة الافتراضية الأبرز 55.36 ألف دولار بجلسة الثلاثاء. ويصل عدد العملات الرقمية المشفرة حول العالم إلى نحو 4450، بقيمة سوقية تجاوزت 1.694 تريليون دولار حتى اليوم، تستحوذ البيتكوين على الحصة الأكبر منها، بمقدار 61 بالمئة بقيمة 1.03 مليار دولار.
وقفزت بيتكوين بنحو 108% منذ بداية العام الجاري، 2021، وفق رصد لـ"العربي الجديد"، بينما كانت قد ارتفعت بنحو 1000% العام الماضي، مستفيدة من زيادة الاهتمام المؤسسي بالإضافة إلى الطلب المتزايد من قبل المضاربين.
ورغم التحذيرات التي يطلقها محللون ماليون من انهيار الاستثمار في العملة المشفرة الأكثر رواجاً في العالم، إلا أن دخول أباطرة المال من المليارديرات وصناديق الاستثمار في وول ستريت يشعل المضاربة في العملات الرقمية، التي لا تقابلها أصول ولا تملك رقماً متسلسلاً ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
ويعتمد المدافعون عن العملة المشفرة عليها كمخزن ذي قيمة شبيهة بالذهب يمكن أن يكون بمثابة تحوط ضد التضخم وضعف الدولار. بينما يعارض آخرون بأن الارتفاع هو فقاعة عملاقة تغذيها الحوافز وفي طريقها للانفجار كما حدث في دورة الازدهار والكساد للعملات المشفرة في 2018.
(الأناضول، العربي الجديد)