"إكسون" تتكبد ثالث خسارة فصلية و"شيفرون" تربح بعد تقشف... وإنتاج "أوبك" يواصل الارتفاع

30 أكتوبر 2020
قلصت "شيفرون" وشركات قطاع الطاقة عموماً ميزانيات الإنفاق هذا العام (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي كشف مسح أنّ إنتاج "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك) يواصل الارتفاع، تباينت نتائج شركات النفط الأميركية، حيث مُنيت "إكسون" بخسارة فصلية ثالثة على التوالي، فيما حققت "شيفرون" ربحاً أنتجه خفض حاد للتكاليف وتدابير تقشفية قاسية.

بالنسبة لـ"إكسون موبيل"، فقد سجلت الشركة، اليوم الجمعة، ثالث خسارة فصلية على التوالي وأعلنت عن تفاصيل خفض أكبر للإنفاق مستقبلاً، في الوقت الذي تعاني فيه شركة النفط العملاقة من تأثيرات كوفيد-19 على أسعار الطاقة والطلب عليها.

وتعتزم أكبر شركة لإنتاج النفط الأميركي من حيث الحجم خفض إنفاقها الرأسمالي لعام 2021 بما يتراوح بين 16 و19 مليار دولار من إنفاق مزمع 23 مليار دولار في العام الجاري. كما قالت إنها تعييد تقييم حيازاتها في الغاز الطبيعي في أميركا الشمالية، وقد تشطب أصولا تتراوح بين 25 و30 مليار دولار، لكن فقط إذا عدلت خططها للتطوير في الأجل الطويل.

وتقيم الشركة تلك الأصول في الربع الجاري. ولم تشطب "إكسون" حقولاً صخرية هذا العام، وقالت لفترة طويلة إنها تعتقد أنّ الطلب سينمو على منتجاتها مع انضمام المزيد من الأشخاص إلى الطبقة الوسطى عالمياً.

وبلغ صافي خسارة "إكسون" في الربع الثالث 680 مليون دولار أو 15 سنتاً للسهم مقارنة مع ربح 3.17 مليارات دولار أو 75 سنتاً للسهم قبل عام. وتتوقع الشركة أن تتجاوز مستهدفات خفض النفقات الرأسمالية والنقدية لعام 2020، وتتنبأ بالمزيد من التخفيضات في 2021.

وهذا الأسبوع، قالت الشركة الأميركية إنها تتوقع خفض قوة العمل بنحو 15%، وأبقت على التوزيعات النقدية للربع الرابع من دون تغيير عند 87 سنتاً للسهم، ما يشير إلى أنّ 2020 سيكون أول عام منذ 1982 لا ترفع فيه الشركة توزيعاتها للمساهمين.

"شيفرون"

بدورها، أعلنت "شيفرون"، الجمعة، تحقيق أرباح لم تكن متوقعة في الربع الثالث من العام، بعد أن تعافت أسعار النفط من مستوياتها بالغة التدني التي سجلتها خلال الربيع وتخفيضات على الإنفاق.

وقلصت "شيفرون" وشركات القطاع عموماً ميزانيات الإنفاق هذا العام بفعل تهاوي الطلب وأسعار النفط التي ما زالت منخفضة 40% عن مستوياتها في مستهل السنة. وأعلنت "رويال داتش شل" و"بي.بي" أيضاً نتائج ربع سنوية فاقت التوقعات بعد تخفيضات عميقة على التكلفة هذا العام.

وحقق ثاني أكبر منتج أميركي للنفط أرباحاً بلغت 201 مليون دولار بما يعادل 11 سنتاً للسهم، من دون حساب البنود الاستثنائية. كانت أرباح الشركة قبل عام 2.9 مليار دولار أو 1.55 دولار للسهم. وتوقع المحللون خسارة قدرها 27 سنتاً للسهم، وفقاً لبيانات "رفينيتيف آي.بي.إي.إس".

وقال بيير بريبر، المدير المالي لـ"شيفرون"، إنّ من السابق لأوانه القول إن كان الطلب على النفط قد تجاوز أشد تداعيات الجائحة. وأضاف أنّ توقعات استهلاك الطاقة "تعتمد على توقيت سيطرة العالم - هذا البلد والبلدان الأخرى - على الجائحة واستئناف تلك الأنشطة المتوقفة. لا نعرف متى سيحدث هذا".

إنتاج "أوبك"

على صعيد آخر، ارتفع إنتاج نفط "أوبك" للشهر الرابع في أكتوبر/ تشرين الأول، وفقاً لنتائج مسح أجرته "رويترز"، وذلك بفعل إعادة تشغيل مزيد من المنشآت الليبية وزيادة الصادرات العراقية، ما أبطل أثر الالتزام الكامل من سائر الأعضاء باتفاق خفض المعروض الذي تقوده المنظمة.

وبحسب المسح، ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول المؤلفة من 13 عضواً 24.59 مليون برميل يومياً في المتوسط على مدار أكتوبر/ تشرين الأول، بزيادة 210 آلاف برميل يومياً عن سبتمبر/ أيلول، وفي تعزيز جديد من أدنى مستوى في 3 عقود المسجل في يونيو/ حزيران.

كانت "أوبك+" أجرت خفضاً غير مسبوق بلغ 9.7 ملايين برميل يومياً بما يعادل 10% من الإنتاج العالمي، بدءاً من مايو/ أيار، في ظل الجائحة التي عصفت بالطلب. ومنذ أغسطس/ آب، تضخ المجموعة كميات أكبر بعد أن قلصت مقدار الخفض إلى 7.7 ملايين برميل يومياً، تبلغ حصة "أوبك" منها 4.868 ملايين برميل يومياً.

ومن المقرر الشروع في زيادة أخرى قدرها مليونا برميل يومياً في يناير/ كانون الثاني، وإن كانت السعودية وروسيا تحبذان استمرار التخفيضات عند مستوياتها الحالية، حسب ما تقوله مصادر في "أوبك". وفي أكتوبر/ تشرين الأول، بلغت نسبة التزام دول "أوبك" المقيدة باتفاق الخفض 101% من التقليص المتعهد به، وفقاً للمسح، أي من دون تغيير عن سبتمبر/ أيلول.

المساهمون