"أوبك+" يعقد اجتماعاً وسط مخاوف من انكماش اقتصادي

05 سبتمبر 2022
ارتفعت أسعار النفط قبيل بدء اجتماعات أوبك+ (Getty)
+ الخط -

في مواجهة مخاوف من حصول انكماش، تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في "أوبك+"، الاثنين، اجتماعاً سيكتفي بإعلان زيادة متواضعة في أهداف الإنتاج، فيما تطرق بعض الخبراء إلى خفض محتمل لدعم الأسعار.

ويلتقي ممثلو الدول الـ 13 الأعضاء في "أوبك"، بقيادة الرياض، وشركاؤهم العشرة بقيادة موسكو، لتعديل حصص شهر أكتوبر/ تشرين الأول.

اللقاء المرتقب عقده عبر الفيديو سيبدأ الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش (13,00 بتوقيت فيينا حيث مقر الكارتل).

وبعيداً عن مستوياتها القياسية التي لامست 140 دولاراً للبرميل؛ سجلت أسعار برميل نفط "برنت" مرجعية بحر الشمال وبرميل النفط الخفيف الأميركي المرجعي أيضاً، ثالث تراجع شهري على التوالي في أغسطس/آب على خلفية آفاق اقتصادية عالمية لا تزال قاتمة.

من هنا سرت التكهنات، إذ قالت كارولين باين من "كابيتال إيكونوميكس": "من غير الأكيد تماماً ما إذا كانت أوبك ستتفق على زيادة جديدة لحصص 100 ألف برميل في اليوم"، كما حصل في سبتمبر/أيلول. وأضافت: "في ضوء الانخفاض الأخير لأسعار النفط، لا نستبعد عدم تغير الإنتاج أو حتى خفضه".

وقرابة الساعة 9.15 صباحاً بتوقيت غرينتش، سجلت أسعار النفط زيادة بنحو 3% وبلغ سعر برميل نفط برنت 95,62 دولاراً، وسعر برميل غرب تكساس الوسيط 89,20 دولاراً، في ضوء ارتفاع أسعار الغاز، ووسط شائعات عن قيام "أوبك+" بخفض الإنتاج.

وقد أكد وزير الطاقة السعودي قبل عشرة أيام أنّ مجموعة "أوبك+" لديها الوسائل للتعامل مع تحديات سوق النفط المتذبذبة، بما في ذلك إمكان خفض الإنتاج في أي وقت وبطرقٍ مختلفة.

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة نشرتها وكالة "بلومبيرغ"، إنّ "سوق البترول الآجلة وقعت في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة، تتكون من ضعف شديد في السيولة وتذبذب في الأسواق، يعملان معاً على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة".

إيران: تبدد الآمال

خلال اجتماعاتها الشهرية، تقاوم "أوبك+" دعوات الغربيين لزيادة إنتاجها من أجل احتواء ارتفاع الأسعار. وقال كرايغ إرلام، المحلل لدى شركة الخدمات المالية "أواندا"، إن "المجموعة تريد بشكل واضح إبقاء الأسعار مرتفعة"، والتي تؤمن لها عائدات وافرة.

وأضاف: "من جانب آخر، قد تكون لديها مخاوف من أن تؤدي عودة النفط الإيراني إلى الأسواق إلى ترجيح كفة العرض، وبالتالي انخفاض الأسعار".

ورأى ماثيرو هولاند من معهد أبحاث "إنيرجي أسبكتس"، أن مسألة خفض إنتاج المجموعة، والذي سيكون الأول منذ التخفيضات الكبيرة التي جرى اعتمادها لمواجهة انهيار الطلب خلال انتشار وباء كوفيد -19؛ ستطرح نفسها خلال الاجتماع المقبل في أكتوبر/تشرين الأول.

وكل شيء سيكون رهناً بتقدم المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. حيث تجددت في الآونة الأخيرة الآمال في التوصل إلى اتفاق يترافق مع تخفيف العقوبات الأميركية، لا سيما في قطاع النفط. لكنها سرعان ما تبددت مجدداً، إذ اعتبرت الولايات المتحدة، الخميس، أن رد طهران على النص الذي عرضه الاتحاد الأوروبي كان "للأسف غير بناء".

 رسالة إلى الغرب

وتدعو أمينة بكر، الخبيرة في شركة "إنيرجي إنتليجنس"، إلى عدم المبالغة في تفسير كلام وزير الطاقة السعودي، الذي "أكد فقط أن التقلبات تضر بالسوق". وأضافت الخبيرة أن ذلك يوجه رسالة "إلى كل الحكومات الغربية التي تدخلت في السوق" منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وقد قررت دول "مجموعة السبع"، الجمعة، أن تضع "بشكل عاجل" سقفاً لأسعار النفط الروسي، بهدف الحد من الموارد التي تحصل عليها موسكو من بيع المحروقات، لكن روسيا حذّرت من أنها لن تبيع النفط بعد الآن للدول التي تتبنى هذه الآلية غير المسبوقة.

ويمكن لهذا القرار أن يخفّض العرض في السوق، ما قد يساهم في ارتفاع جديد في الأسعار، والتي رغم التراجع الأخير؛ تبقى مرتفعة تاريخياً ومتقلبة كثيراً.

(فرانس برس)

المساهمون