يضم الألبوم 13 أغنية، تم تسجيلها في منتصف العام الماضي، وقد تم التمهيد للألبوم بأربع أغانٍ منها تم إصدارها بشكل منفرد منذ ذلك الحين، قبل أن يتم طرح الألبوم كاملاً يوم 24 إبريل/ نيسان الماضي؛ وهو ذات اليوم الذي كان من المقرر أن تبدأ "Dance Gavin Dance" فيه جولتها الفنية، التي أُجلت حتى شهر أغسطس/ آب بسبب فيروس كورونا المستجد.
يعتبر الألبوم امتداداً لعمل الفرقة الأخير "Artificial Selection"، الذي تم إصداره سنة 2018، فهو يبدو كجزء ثانٍ مقترن بفكرة التحديد الاصطناعي، التي تمحور حولها الألبوم السابق. وقد تم إنشاؤه بذات الآلية التي اتبعتها الفرقة منذ تأسيسها؛ إذ كُتبت كلمات الألبوم ولُحّنت بالاستناد إلى اللوحة الفنية التي رسمها الرسام السويدي، ماتياس أدولفسون، الذي صمم جميع بوسترات الفرقة السابقة.
لوحة الألبوم الجديد يظهر فيها روبورت مينتوري يدعى "غافن أفتربورنر"، ومن حوله مخلوقات غريبة تنحني له وتحيط بها النيران المنبثقة من أعماق اللوحة. وقد رُسمت اللوحة على طريقة الغرافيتي في شهر فبراير/ شباط الماضي، على أحد جدران "Flame Club" في ولاية كاليفورنيا. وقد تم توثيق الحدث من خلال الفيديو المرافق لأغنية "Lyrics Lie".
أما اسم الألبوم، "أفتربورنر"، فهو ليس اسم الروبورت الذي يلعب دور البطولة في لوحة الألبوم وحسب، بل هو أيضاً مصطلح نفسي يشير إلى الفترة الزمنية التي يمضيها الشخص قبل استيعاب أمر ما، حدث له سابقاً.
من ناحية الموسيقى والأداء، فإن أغاني الألبوم تتميّز بأنها تسير بشكل غير نمطي وبالضربات والنوتات الموسيقية التي تكسر الرتم ضمن سياق يصعب توقعه؛ فهي في الغالب تبدأ بموسيقى روك ناعمة مع أداء "supported shouting"، قبل أن تكسرها بعض الجمل التي تؤدّى بأسلوب "Death Growl" بشكل مفاجئ، مصحوبة بارتفاع حاد في الموسيقى؛ لتكسر هذه النقلات المزاج العام للأغنية وتحولها إلى عمل فني أكثر تعقيداً وجمالية. لكن هناك بعض الاستثناءات، فبعض الأغاني تبدو أكثر نمطية، تمر بنمط أدائي واحد، كما هو الحال في أغنية "Calentamiento Global"، التي تبدأ بوتيرة عالية بأداء "Death Growl"، وتتصاعد فيها الحدة من دون توقف.
ضمن هذا الأسلوب الموسيقي متعدد الأمزجة، تردد "Dance Gavin Dance" كلماتها المتضاربة المعاني، والتي تبدو نابعة من لحظات عاطفية مضطربة، وكأنها انعكاس لحالة شعورية بلحظات ما بعد الصدمة، وقبل استيعاب ما قد حدث. وهذا ما يمكن استشعاره في الأغنية الافتتاحية للألبوم "Prisoner"، التي تبدأ بتساؤلات فلسفية وجودية: "هل تتوق لإيجاد سبب أعظم للوجود؟ هل تعلم أن النعيم يكمن في التناظر؟".
قبل أن تتحول هذه التساؤلات الفلسفية إلى أفكار شيطانية تراود الإنسان في عزلته وسجنه المنزلي، فيردّ بالأغنية: "امنح نفسك ميدالية، فلقد التقيت بالشيطان للتو. أنت آخر شخص في العالم يجد إلهاً زائفاً آخر. امنح نفسك ميدالية للرقص مع الشيطان، فأنت آخر شخص في العالم". وقبل أن تنتهي الأغنية ينحرف مسارها نحو مزاج مختلف ضمن حديث غير متوقع عن مستحضرات طبية وتجميلية، قد تساهم بحماية الجسد؛ الذي يتضح في النهاية أنه السجن الذي يعيش فيه الإنسان السجين حياته.
في أغاني الألبوم، تغوص "Dance Gavin Dance" في هلوساتها الحياتية الغريبة وأسئلتها الفلسفية العميقة، التي تصوّر العالم على أنه مجرد انعكاس، أو نسخة ميتة من الوجود الحقيقي؛ ضمن نطاق فلسفي يبدو شبيهاً بأفكار أفلاطون ونظرية المُثل الخاصة به.
ينتهي الألبوم بأغنية "Into The Sunset"، التي تتردد فيها عبارة "استسلام"، قبل أن تعيد طرح تساؤلاتها الفلسفية بسياق أكثر غرابة، يسود فيه طابع السخرية من الذات، فيرد بالأغنية: "هل تريد حقاً البقاء؟ هل تعلم بأنك فقدت نفسك؟ عبارات مبتذلة. ابق عالقاً، فأنت مهرج الآن".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
