الحياة اليومية بعد كورونا.. فنانون يرسمون

08 ابريل 2020
سيمون نورنها/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في غضون أشهر قليلة، أُجبر الناس في كلّ مكان في العالم على تغيير عاداتهم. هذه الصدمة لن تمرّ على الفنانين من دون ردود فعل مباشرة وقوية مثلما يحدث عند كلّ أزمة لها طابع عالمي كالحروب واللجوء، وأخيراً كورونا.

ونشَر فنانون خاصة في مجال الرسومات التصويرية والكاريكاتيرية من جنسيات مختلفة سكتشات للحياة اليومية ما بعد كورونا المستجدّ، وهيمنت على مخيّلة الفنانين المدن الموحشة والناس التي ترقص وتغنّي على البلكونات ومن خلف الشبابيك، والوخدة في بيوت ضيقة، وتحوّل أنستغرام إلى معرض دائم لهذه الأعمال.

الفنانة الكسندرا ستانغليويز من وارسو رسمت نفسها جالسة على الأريكة مع كلبتها فريدا، في حالة قلق وتوتّر وعزلة. أما جاكي فيرينتينو من بروكلين في نيويورك أيضاً، فلم ترسم سوى نفسها في فضاء أسود وفارغ وأمامها نافذتها بينما تدير ظهرها لمن ينظر إليها، وكتبت تعليقاً "لدي شعور بعدم الواقعية، أنا منفصلة عن الأصدقاء والعائلة والعالم الخارجي، أشعر أنني لست في أيّ مكان حتى عندما أكون هنا في شقتي".عمل لـ بيبي كونتي/ إيطاليا

الرسام الإسباني نيكولاس أرناريز يرسم الناس على النوافذ تحاول أن تتواصل مع بعضها، يعلّق على رسمته أن "كلّ شخص منعزل ولكن هذا خلق شعوراً بالانتماء إلى المجتمع. يتحدّث الجيران على شرفاتهم من مسافة آمنة. في السابق، كان هذا لا يمكن التفكير فيه".

الفنانة آن كيرنان من برلين رسمت الهوس بالتسوّق، وكيف تنهار قيم اللباقة الاجتماعية وآداب السلوك العام ويتحوّل الألمان الذين عرفوا بالنظام إلى أشخاص من نوع الآخر تحكمهم الفوضى والخوف من نفاد البضائع.

الفنانة النيويوركية ماريا كوفمان رسمت جزيرة كوني التي عادة ما تكون منطقة اجتماعية ومزدحمة في جميع الأوقات من السنة، وكانت متنزهاتها ملجأ للعجائز، لكنها باتت اليوم خالية خاصة من هذه الفئة الأكثر تأثراً بالمرض.

فنانون آخرون رسموا الفيروس نفسه، وبعضهم صور اليوميات في المستشفى وهم يزورون أحبائهم المرضى. ثمة صور للتجمّعات المختلفة من الأقليات والأعراق والهويات مجتمعه في حديقة عامة بسلام توحّدهم الكمامة التي يرتدونها جميعاً، كردّ فعل على العنصرية التي تصاعدت مع انتشار الفيروس.

بعض الأعمال تميل إلى التجريد أكثر، والابتعاد عن التمثيل الواقعي الذي غلب على معظم الرسومات، التي تحاول تقديم عالم لم يكن ليبدو واقعياً قبل ثلاثة أشهر فقط.

المساهمون