منذ القرن الرابع عشر، ومع تنافس القوى الاستعمارية الأوروربية في الشرق، شكّلت الهند جغرافيا أساسية يجب السيطرة عليها من أجل التحكّم بمواردها الطبيعية الغنية، ومن ثم الانطلاق منها للهيمنة على مناطق أخرى مجاورة منها شبه الجزيرة العربية.
وساهم تأسيس شركة الهند الشرقية في القرن السابع عشر في تقوية نفوذ البريطانيين السياسية والعسكرية لما مثّلته من قوة اقتصادية ضخمة، ومن خلالها يتم التعامل مع القوى المحلية في الخليج العربي وبناء التحالفات التي كان لها دورها في تحديد مصير المنطقة في فترة لاحقة.
"الأسطول الهندي ورسم خرائط الخليج 1612 – 1947" عنوان المحاضرة التي يلقيها الباحث البريطاني جيمس أونلي عند الخامسة والنصف من مساء غدٍ الثلاثاء في "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة، على هامش "معرض قطر والهند والخليج: التاريخ والثقافة والمجتمع" الذي يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري.
يتناول المحاضِر ومدير شؤون البحوث التاريخية والشراكات بالمكتبة، "تاريخ وجود الأسطول الهندي في منطقة الخليج العربي منذ 1612 ودوره في رسم خرائط سواحل الخليج العربي خلال الفترة من 1760 حتى 1860"، بحسب بيان المنظّمين.
يقف أونلي عند فترة تاريخية كانت تراقب بريطانيا من خلال حكمها للهند الذي عُرف باسم "الراج الهندي" حركة السفن التجارية في المحيط الهندي، واستطاعوا لاحقاً عبر ادعائهم السعي إلى تفكيك سيطرة "القراصنة" إلى حكم الخليج لاحقاً من خلال جهاز الهند الإداري، حيث كان يأتي الموظّفون الذين تولّوا إنشاء أولى أجهزة الإدارة الحكومية والمؤسسات العامة في مسقط والمنامة والكويت.
ويتطرّق الباحث أيضاً إلى الحملات المتكرّرة التي قادها الأسطول بالتعاون مع البحرية الملكية البريطانية في بدايات القرن التاسع عشر، ولعدم معرفة البريطانيين بخرائط المنطقة والتي كانت ناقصة او غير دقيقة فإن تلك الحملات لم تنجح جميعها أو لم تحقّق أهدافها كاملة، إلى أن تم تحديث المخططات من خرائط ورسوم بيانية ونشرها في عام 1810.
يُذكر أن معرض "قطر والهند والخليج: التاريخ والثقافة والمجتمع" يستكشف أبعاداً متعدّدة للصلات الاقتصادية والسياسية والثقافية، والتأثير اللغوي المتبادل في النظام الكتابي واقتراض المفردات والأمثال والحكم، وصولاً إلى المطبخ الذي شهد أيضاً تفاعلاً كبيراً على مدى قرون ماضية.