في 23 آذار/ مارس الماضي، افتتح في ضاحية لافيلات الباريسية معرض "توت عنخ آمون: كنوز الفرعون" وقد جرى الاحتفاء به من البداية كحدث ثقافي أساسي في فرنسا هذا العام، لكن لم يتوقّع كثيرون أن يتجاوز عدد الزوار عتبة المليون، واللافت أن ذلك تحقّق في غضون خمسة أشهر؛ حيث يُقدِّر اليوم المشرفون على المعرض عدد من زاره بـ 1.3 مليون شخص.
أكثر من مرة، أُثيرت في الساحة الثقافية الفرنسية تساؤلات حول هذا الإقبال الذي يشير إلى تواصل الفتنة بالمصريات رغم اعتبار البعض أن الزمن الذهبي لهذا الافتتان قد ولّى مع تقلّص حضور "الفراعنة" في الأعمال الأدبية والفنية خصوصاً الموجّهة منها للأطفال، وتراجع الاكتشافات الكبرى في هذا المجال منذ عقود، نظراً لتقنينه من قبل مصر وإشرافها على سير أعمال البعثات الأجنبية.
ومثّل اكتشاف ضريح توت عنخ آمون - مع حجر رشيد الذي أتاح فك شيفرة الكتابة الهيروغليفية - أهم حدث في تاريخ علم المصريات خصوصاً وأن توت عنخ أمون اعتُبر في وقت من الأوقات أسطورةً بسبب عدم تمكّن الحفريات من اكتشاف ضريحه، وقد كان تأمينه المحكم سبباً في عدم الوصول إليه من قبل الباحثين واللصوص على حد السواء. يرى كثيرون أن هذه المسألة ساهمت في شعبية الفرعون المصري، وهذا هو معرض لافيلات يؤكّد أنها مستمرة إلى أيامنا.
نظراً للنجاح الجماهيري للمعرض، قرّر المشرفون على القاعة التي تعرض كنوز توت عنخ آمون، ومن أجل إتاحة زيارته لأكبر عدد ممكن من الزوار، تمديد فترة فتح المعرض يومياً إلى منتصف الليل إلى 22 أيلول/ سبتمبر تاريخ اختتام المعرض، حيث سينتقل إلى لندن ضمن جولة عالمية بدأت منذ أشهر وتهدف إلى جمع اعتمادات بناء المتحف المصري الجديد. قد تكون الأرقام التي تحققت في باريس مؤشراً عما يُفترَض أن يكون عليه هذا المتحف، على أمل أن لا يخيّب انتظارات المصريين مثل مشاريع ثقافية أخرى كثيرة.