كرّس العديد من الفنانين أعمالهم لتصوير الفاكهة والخضار وأصناف متنوّعة من الأطعمة إلى أواخر القرن السادس عشر الميلادي، وتحديداً في هولندا حيث تناولها الرسامون ضمن التوجه نحو تجسيد الطبيعة الصامتة مثل بيتر كلايتز وفيلام كالف، ثم بدأ تصوير أدق تفاصيل المطبخ كمشهدية متكاملة.
تواصل حضور الأكل في العصر الحديث مع لوحات سلفادور دالي وبيتر بروغل وبول سيزان وغيرهم، واستمر الأمر مع تطوّر الفنون سواء في أعمال فوتوغرافية أو في موجة البوب أرت أو في الطباعة والتصميم الغرافيكي حتى اليوم.
حتى السادس من الشهر الجاري، يتواصل معرض "على المائدة" في غاليري "خان المغربي" في القاهرة، الذي افتتح في الثلاثين من الشهر الماضي، وضمّ مشاركات لعدد من طلاب كلية الفنون التطبيقية/ شعبة الخزف في "جامعة حلوان"، باشراف الأكاديمي خالد سراج الدين.
يقول سراج الدين في تقديم المعرض "كما هو الحال في كل عام دراسي، يسعى الطالب إلى تحديد توجهه داخل عمليات التصميم المتشعبة والمعقدة، والتي تتعلّق بعمليات الإنتاج الخزفي"، موضحاً أن "هذه التوجهات يمكن اختصارها في مسميات ثلاث، الخزف الفني "التعبيري"، الخزف المعماري "بلاطات، حاويات زهور، فواصل معمارية"، والخزف الصناعي "خزف المائدة، الأدوات الصحية، وكل ما له استخدام ما في الحياة اليومية".
يضيف "في هذا العام لاحظت مَيل أغلب الطلبة لابتكار أطقم من أدوات المائدة خاصة بالأكلات الشعبية المصرية الشائعة، كالفول والطعمية، الفتة، الكشري، وغيرها، وبعضهم استثمر طاقته في تصميم أطقم خاصة بأكلات أخرى من العالم، كطقم الشاي الإنكليزي، الفطور الفرنسي، الشوربة الآسيوية وهكذا".
وقد قام معظم الطلاب قاموا بتجهيز وتحضير الألوان الخاصة بكل طقم منهم، ضمن عملية لم تكن سهلة بالنظر إلى عدم توفّر أعمالٍ مرجعية يمكن العودة إليها في تصوير بعض التفاصيل المرتبطة بخصوصية الثقافة المصرية، حيث نجحت بعض المحاولات وفشلت أخرى.
بعض الأعمال صوّرت أواني الشاي والقهوة من أباريق وفناجين بأشكال متعدّدة، كما تناول طلاب الأطباق المخصّصة لأكلة "الكشري" المصرية التي أخذت تسميتها الحالية خلال الحرب العالمية الأولى، وصمّم البعض الأواني التي تسكب بها "الفتة" و"الفطير" وغيرهما.