يقيم متحف "أورساي" في باريس، حالياً، وحتى 22 أيلول/ سبتمبر المقبل، معرضاً استعادياً حول بيرت موريسو باعتبارها شخصية رئيسية في حركة الطليعية الفنية الباريسية في أواخر ستينيات القرن التاسع عشر وحتى وفاتها.
ولدت الفنانة التشكيلية في بورجيه، وعرضت أول عمل لها في المعرض الفني الأشهر في ذلك الوقت، صالون باريس. وفي عام 1868 قابلت الفنان إدوارد مانيه وتكونت بينهما صداقة، وبدأ كل منهما يعلق على عمل الآخر، وتزوجت من شقيقه يوجين الرسام أيضاً، الذي وفر لها الاستقرار الاجتماعي والمادي بينما واصلت متابعة مسيرتها الفنية في مجال الرسم.
كان والدها مسؤولاً حكومياً رفيع المستوى وكان جدها رساماً أيضاً. بدأت هي وشقيقتها في ممارسة الرسم في سن مبكر، على الرغم من حقيقة أنه لا يُسمح للنساء بالالتحاق بمؤسسات الفنون الرسمية، إلا أن الأختين امتلكتا الموهبة والثقة التي أدخلتهما هذا الوسط.
سافرت الأختان إلى باريس لدراسة ونسخ الأعمال الفنية القديمة في متحف اللوفر في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر على يد جوزيف جويشار. كما درستا مع رسام المناظر الطبيعية جان بابتيست كامي كورو.
بعد لقائها بمانيه، سرعان ما تجنبت الفنانة ثيمات لوحاته القديمة، مهاجرة نحو نهج الانطباعيين الأكثر حداثة، ساهم في ذلك أيضاً صداقتها مع إدغار ديغا وفريديريك بازيل.
في عام 1874 رفضت عرض عملها في الصالون الباريسي السنوي المرموق، ووافقت بدلاً من ذلك على أن تكون في المعرض المستقل الأول من اللوحات الانطباعية، والذي تضمن أعمال ديغا وبيسارو ورنوار ومونيه وسيسلي.
آنذاك رفض مانيه أن يتم تضمينه في معرض أصدقائه، مصمّماً على النجاح في الصالون الرسمي وليس في معرض على هامشه مخصّص للانطباعيين فقط.
من بين اللوحات التي عرضتها موريسو آنذاك "المهد"، "مرفأ تشيربورغ"، "لعبة الغميضة"، "القراءة"؛ كانت موريسو قادرة على تكريس نفسها بالكامل لفنها وشاركت في المعارض الإنطباعية كل عام باستثناء عام 1877، عندما كانت حاملاً بابنتها.
جربت موريسو أيضاً العديد من الوسائط، بما في ذلك الزيوت والألوان المائية والباستيل والحبر. ومن أبرز أعمالها خلال هذه الفترة "المرأة تتزين" (1879)، وكانت الأعمال اللاحقة أكثر دراسة وأقل عفوية، مثل "شجرة الكرز" و"الفتاة مع الكلب السلوقي" (1893).
بعد وفاة زوجها في عام 1892 استمرت في الرسم، بالرغم من أنها لم تكن ناجحة تجارياً خلال حياتها. ومع ذلك فقد تفوقت على العديد من زملائها الانطباعيين، بمن فيهم رنوار ومونيه وسيسلي، وأقامت أول معرض فردي عقب رحيل زوجها بقليل، وبعد عامين اشترت الحكومة الفرنسية لوحتها الزيتية "شابة في ثوب الرقص"، لم يمهلها الوقت أن تقدم المزيد من الأعمال، فقد أصيبت موريسو بالتهاب رئوي وتوفيت وهي في الرابعة والخمسين.
أتاحت أعمال موريسو، استكشاف العديد من موضوعات الحياة الحديثة، مثل الحياة الخاصة للبرجوازية، وعلاقة الناس بالمنتجعات والحدائق، وأهمية الأزياء، والعمل المنزلي للمرأة.
كان هناك غياب في أعمالها للحدود بين الداخل والخارج، والخاص والعام، والمنتهي والمستمر، كانت تؤمن أن اللوحة يجب أن تسعى إلى "القبض على شيء عابر"، وظهرت في معظم لوحاتها تلك العلاقة القلقة والمضطربة بين الحياة والفن.