"فرا أنجيليكو": إلى بدايات عصر النهضة

16 اغسطس 2019
(من المعرض)
+ الخط -

خلال القرن الرابع عشر، شهدت المدن الإيطالية ازدهاراً اقتصادياً ساهمت في تحقّقه التبادلات التجارية النشطة بين شرق البحر المتوسط وغربه، ما انعكس على الفنون والموسيقى التي شهدت تطوّراً كبيراً واهتماماً واسعاً في ما سمّي بـ"عصر النهضة".

سعى الفنانون في تلك الفترة إلى إحياء التراث الروماني وتصوير الحياة الدينية، ووهو ما يسلّط عليه الضوء معرض "فرا أنجيليكو وصعود نهضة فلورنسا" الذي افتتح نهاية أيار/ مايو الماضي في "متحف برادو" في مدريد، ويتواصل حتى الخامس عشر من الشهر المقبل.

يعد الرسام الإيطالي (1395 – 1455) أحد أبرز الفنانين والمعماريين الذين اشتهروا في تلك الحقبة بلوحاتهم ومنحوتاتهم وتصميماتهم التي لا تزال معظمها قائمة إلى اليوم، مثل فيلبو ليبي وناني دي بانكو وفيليبو برونليسكي ودوناتيلو ومازاتشو.

وُلد غيدو دي بيترو وأخذ اسمه حين أصبح راهباً في الكنيسة عام 1423، لكنه بدأ تنفيذ جداريات في عدد من الكاتدرائيات مع أخيه بطرس في مرحلة مبكرة، ويقدّر أن تكون أولاها بين عامي 1408 و1418، لكن أقدم نقش يحمل اسمه ظه في "دير كارثوسيان" في مدينة فلورنسا بعد ذلك.

في عام 1936، سينجز أحد أشهر أعماله وهو لوحة مذبح كنيسة سان ماركو، التي كانت من أولى اللوحات التي تظهر فيها مريم العذراء والمسيح بين الناس، بعد أن كانوا يرسمون لوحدهم يحومون في السماء، وبعد حوالي عشر سنوات يُطلب منه رسم لوحات جدارية في الفاتيكان لكنها ستهدم في وقت لاحق.

يضمّ المعرض لوحته التي تحمل عنوان "البشار" والتي وضعها في في دير سانتو دومينيكو في مدينة فيسولي بالقرب من مدينة فلورنسا، يصوّر الجزء الأوسط من اللوحة بشارة الملاك جبريل إلى مريم العذراء، أما الجزء الأيسر من اللوحة فيصور خروج آدم وحواء من الجنة، أما حواف اللوحة فتصور عدة مشاهد من حياة السيدة مريم، وولادة السيد المسيح، وتواجده بالمعبد.

كرّس أنجيلكو أعماله الفنية لخدمة الدين حيث كان يعتقد أن الفن أداة لخدمة المعتقد، وكان يولي اهتماماً كبيراً بالتفاصيل وخصائص وطبيعة الأشياء والأشخاص الذين يرسمهم في لوحاته، ويمزج في أسلوبه في الرسم بين الأسلوب القوطي الحديث وبين الأسلوب الحديث للنهضة الأوروبية الحديثة.

المساهمون