"ثورة العشرين في عامها المئة: سرديات الدولة الوطنية والصراع على الذاكرة" عنوان المؤتمر السنوي السابع للدراسات التاريخية الذي يعقده "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة في الحادي عشر من نيسان/ أبريل من العام المقبل، وتتواصل أعماله ليومين.
تشير الورقة الخلفية للمؤتمر إلى أن "الثورة، ديناميكية ورؤية وخطاباً، تقع في نقطة الحراك الذي سبقها، سواء صعود الأنموذج القومي عالمياً، أو الصراع بين محاور القوى العالمية الكبرى آنئذ، كما تجسّد في الحرب العالمية الأولى، أو صعود الحركات الدستورية في إيران وتركيا ومحاولة الحركة العربية بناء دولة دستورية مستقلة في سورية، ومساهمة العديد من الشوام في سورية الطبيعية وكثرة من الضباط العراقيين السابقيين في الجيش العثماني في بنائها وقيادتها".
وتوضح أن "الخطاب عن الثورة وروايتها، كان منذ تلك اللحظة، أي منذ أيامها الأولى، مرتبطاً ارتباطاً عضوي الديناميكية التاريخية؛ أي إن الوعي بها وتصورها وتقدميها كان مرتبطاً، على نحو صميمي وجوهري، بطبيعة إدراك ما كان يجري في المنطقة من مخاض، فمن اللافت أن يعد فاعلون (ربما كثر) داخل الثورة امتداداً للثورة العربية الكبرى عام 1916، في حين يعدّها فاعلون آخرون امتدادا لحركة المشروطة في إيران".
تصلح ثورة العشرين مثالاً متجدداً، بحسب الورقة، لفهم كيف كانت تُبنى سرديات التاريخ الوطني، وكيف كانت تُقدّم، وكيف أصبحت روايتها موضوع صراع وتنازع وأداة هيمنة وتسلط كذلك، وهذه هي الإشكالية الأساسية التي يقترح المركز دراستها في المؤتمر، والتي تصحب معها كل تأريخ الثورة، وكيف كانت تظهر، منذ وثائقها المصاحبة لها، ثم في ما تلا من مدونات تاريخية.
سيتناول المشاركون محاور عدّة، منها النقد الإيستوريوغرافي للروايات أو السرديات أحادية الرؤية ومصادرها ونتائجها، وتحليل وجهات النظر التعصبية التحيزية التي تحكم بناءها للتاريخ، ومصادر كتابة تاريخ الثورة، وكيف قدمت أدبيات الثورة صورتَها، ووثائق الثورة، والرواية الرسمية لتاريخ الثورة: رواية أجهزة الدولة العراقية (الثقافية) عبر حقبها المختلفة لتاريخ الثورة، والثورة في أدبيات المؤرخين العراقيين على تنوع أجيالهم، وثورة العشرين في المناهج المدرسية، وثورة العشرين على لسان أبطالها، وثورة العشرين في الدراسات الغربية، وثورة العشرين في نسيج تحولات المشرق العربي، وتمثيلات الثورة في الفن.