بمناسبة مرور 350 عاماً على تأسيس "أوبرا باريس" على يد لويس الرابع عشر، تنظم مكتبة فرنسا الوطنية وأوبرا باريس الوطنية حالياً معرضاً استعادياً تاريخياً، يعود إلى التاريخ الصاخب لمسرح الأوبرا وإلى أول مشهد غنائي فرنسي قُدّم على خشبته، ويتواصل المعرض حتى نهاية شباط/ فبراير 2020.
وُلدت فكرة مسرح الأوبرا في البندقية عام 1600، وسرعان ما انتشرت في مدن إيطالية أخرى قبل أن تصل إلى فرنسا، وذلك بفضل السياسة الثقافية للملكة ماري دي ميديسي، ثم سياسة الكاردينال مازارين، الذي عمل على الترويج للثقافة الإيطالية.
في عام 1669، وبعد عدة سنوات من التجربة، رأت الأوبرا الفرنسية أخيراً الضوء، عندما أسس لويس الرابع عشر أول مسرح للأوبرا، ورغم أنه لم يعد مخصصاً للنخبة، ولكن كان ينبغي على الجمهور أن يدفع رسوم الدخول.
وكانت مهمة "أوبرا باريس" المصممة على الطريقة الإيطالية، الترويج للعروض الموسيقية، ثم ارتبط وجودها بتأسيس أكاديمية للرقص عام 1713 بهدف تقديم عروض الباليه والأوبرا التي يرافقها الرقص والمشاهد المسرحية.
المعرض يتضمن رسومات قديمة تصور المغنين والراقصين والعازفين، ورواد هذا الفن، كما يتضمّن صوراً لتطور المبنى نفسه، كذلك تتاح صور نجوم الأوبرا من الرجال والنساء في فترات مختلفة.
كما تُعرض الأزياء الباذخة التي كان يرتديها المغنون وبعض النوتات الموسيقية القديمة، إلى جانب رسومات الجدران وفن العمارة فيها، وتاريخ الحفلات وأهم العروض التي أقيمت فيها على مدار التاريخ.
يتناول المعرض أيضاً تاريخ تطور فن الأوبرا الفرنسية نفسه، وكيف تحرر بالتدريج من التأثير الإيطالي الكبير عليه.