بكّار غريب.. في أثر الطاهر الحدّاد

01 ديسمبر 2019
(صورة للحدّاد على منسوجة ضمن احتفال بيوم المرأة، 2015)
+ الخط -
تتواصل استعادة الطاهر الحدّاد عبر نشر مخطوطاته تباعاً، أو تقديم قراءات في أفكار وآراء أحد أبرز رموز حركة الإصلاح الوطني وتحرير المرأة التونسية، والمناصر لحقوق العمال النقابية والمهنية في النصف الأول من القرن العشرين.

المنظّر والكاتب التونسي (1899 – 1935) رحل معزولاً ولم يسر في جنازته سوى بضعة أشخاص، ولم يجد من ينحاز إلى دعواته في التغيير حتى من بعض رموز المعاصرة والتجديد الذين تصدّروا المشهد بعد الاستقلال، مع التفاوت في قراءة مشروعه بوصفه صاحب اجتهاد ديني أو داعياً إلى قطيعة مع التراث.

يستضيف "معهد البحوث حول المنطقة المغاربية المعاصرة" في تونس العاصمة عند الحادية عشرة من صباح الخميس المقبل، الخامس من الشهر الجاري، الباحث والأكاديمي بكّار غريب لنقاش كتابه "الطاهر الحدّاد.. فكر للتحرر" الصادر حديثاً، ضمن سلسة الحلقات البحثية الدائمة التي ينظّمها المعهد للباحثية وطلبة الدكتوراه.

يتوقّف المحاضِر في الكتاب عند الجدل الذي لم يتوقّف حول الحدّاد الذي يعتبره كثيرون مرجعاً من المراجع الأساسية لجزء من المجتمع التونسي، مقابل من يتشكّك بأفكاره ويرى بضرورة نقاشها وتفنيدها، وكأنّ الجدل الذي أثاره كتابه الأشهر "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" (1930) يأبي أن يتوقّف.

ويشير غريب إلى تلازم البعدين النقابي والوطني في فكر الحداد، إلى جانب البعد التحرري الذي وسم اسمه، موضحاً أنه ساهم في ركيزتين أساسيتين من ركائز الأنموذج المجتمعي التونسي ألا وهي "مجلة الأحوال الشخصية" و"اتحاد الشغل" واللذان يُنظر الى تونس بفضلهما كاستثناء مجتمعي عربي.

يرى أيضاً أنه رغم هزيمة الحداد في صراعه الفكري خلال حياته، إلا أنه بمرور الزمن انتصر فكره والمبادئ التي دافع عنها، حيث تملّك العديد من التونسيين بعد عام 2011 تساؤلات حول هويتهم وتطوّرها، فعادوا إلى الآباء المؤسسين، ومنهم الحداد الذي جدّد التأويل واهتم بموضوع تحرير المرأة.

يعود غريب في مؤلّفه إلى كتابات الحداد المختلفة (خواطر- مقالات- كتب)، ليخلص إلى أن الحداد مفكر ذو طرح تقدمي اهتم بالقضية المجتمعية في كتاب "امرأتنا" وبالقضية الاجتماعية في "العمال التونسيين"، وبالقضية الوطنية في مختلف كتاباته الصحافية.

المساهمون