الرقابة في الكويت.. حملات الإدانة مستمرة

16 سبتمبر 2018
سامي محمد/ الكويت
+ الخط -

لا تزال الإدانات مستمرة ضد قرارات وزارة الإعلام الكويتية بمنع ما يقارب أربعة آلاف وثلاثمئة كتاب، حيث تطالب حملة أطلقتها "ميم 3"، إحدى المجموعات الناشطة في مجال حرية التعبير في البلاد منذ أيام، بوقف "التعدي العشوائي والرجعي قبل أن يتجاوز حدّه".

واستنكرت الحملة استمرار الوصاية في بيانها الذي وقّع عليه أكثر من أربعة آلاف ناشط ومثقف كويتي، الوصاية التي تمارسها المؤسسة الرسمية، والذي جاء فيه "وكأننا غير قادرين على التمييز والتفريق بين ما نود أن نقرأه، أو ما نريد، بل نحتاج، أن نقرأه كمجتمع".

في الوقت نفسه، تنظّم "منصة الفن المعاصر" في مدينة الكويت مساء غدٍ الإثنين محاضرة للباحثة ابتهال الخطيب بعنوان "أقلام سجينة: أثر الرقابة الفكرية على التحصيل العلمي والتطور المجتمعي".

يأتي ذلك عقب الإعلان عن وقفة احتجاجية أمام الوزارة عند الخامسة من مساء اليوم الأحد وهي ثاني وقفة يجري تنظيمها منذ بداية الشهر الجاري، حيث رفع المشاركون في الوقفة الأولى لافتاتٍ وردّدوا هتافاتٍ، منها "تسقط رقابة وزارة الإعلام، لا للرقابة"، إلى جانب بيانات عدّيدة أطلقتها مؤسسات ثقافية ومنظّمات حقوقية خلال الأسبوعين الماضيين.

لا يبدو أن وزارة الإعلام في صدد مراجعة موقفها الذي أوضحت في بيان صحافي لها صدر منذ أيام أنها "لا تقوم بمنع إجازة أي كتاب الا بعد عرضه على لجنة الرقابة على الكتب التي تقوم بدراستھا"، مؤكداً أن اللجنة التي تملك لوحدها قرار توزيعه أو حظره.

العناوين الممنوعة تمثّل حصيلة عمل اللجنة، المكوّنة من تسعة أعضاء منهم سبعة أكاديمييمن، خلال السنوات الخمس الماضية وفقاً لقانون المطبوعات والنشر رقم 3 لسنة 2006، بحسب المتحدّث باسم الوزارة الذي دعا بدوره الكتّاب ودور النشر التي شملتها قائمة المنع أن "تعيد عرض مؤلّفاتها مرة ثانية على لجنة التظلمات على الكتب غير المجازة".

يتواصل الاعتراض على القانون المذكور منذ أعوام، حيث يرى كتّاب وناشرون أن مواده تغيب عنها آلية واضحة تفسّر منع تداول كلّ هذه الكم من العناوين، التي تراواح بين أعمال عالمية مثل "الكوميديا الإلهية" لـ دانتي و"الإخوة كارامازوف" لديستوفيسكي و"مئة عام من العزلة" لـ غابرييل غارسيا ماركيز، وأعمال عربية مثل "رجال في الشمس" لـ غسان كنفاني، و"ثلاثية غرناطة" لـ رضوى عاشور. كما نجد بين الكتب الممنوعة أعمالاً لجبران خليل جبران ونزار قباني وجلال الدين الرومي.

ومن بين الأعمال التي تم حظرها أيضاً كتب لمؤلفين كويتين شباب مثل سعود السنعوسي ومحمد اليوسفي وبثينة العيسى وعبد الله البصيص، إضافة إلى مؤلفين عرب مثل إبراهيم الكوني ومريد البرغوثي وأحمد سعداوي. 

المساهمون