"رسومات" علاء طوالبة: خفة الوجوه في بلاهتها

08 يوليو 2018
(من المعرض)
+ الخط -

"رسومات No. 95 - 132" عنوان المعرض الأوّل للفنان التشكيلي الأردني علاء طوالبة الذي يفتتح عند السابعة من مساء غدٍ الإثنين في فضاء "فن وشاي" في عمّان، ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري.

يضمّ المعرض أعمالاً نفّذت معظمها بالألوان المائية، وكلّ عمل يعتمد لوناً واحداً بتدرجات متباينة من الأزرق أو الأخضر المسودّين وصولاً إلى الشفافية المطلقة، حيث يشير الفنان في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "بدأ هذه التجربة ليعبّر عن الوجوه ذاتها التي تتكرّر باختلاف طفيفة، والتي يمكن أن تعبّر عنها الألوان المائية بخفة متناهية".

يرى طوالبة إلى أن البورتريه لا يزال يحتمل مساحات مبتكرة للاشتغال عليها، خلافاً للطبيعة والتجريد التي جرى استهلاكهما كثيراً في الفن المعاصر، وأن الوجه والجسد الإنساني يحملان طاقة شعورية توقظ في المتلقي دهشة وتولّد صدمة لديه على الدوام.

يركّز التشكيلي الأردني في جملة لوحاته على العيون الكبيرة التي يعتقد أنها من تمنح البورتريه روحه، وخاصة تلك الأعين البلهاء والحزينة بما تعكسه من مقترحات جمالية، إلى جانب ما يمكن تحمله من إسقاطات على حياتنا اليومية التي يسيطر عليها عليها الاستهلاك، مع تأكيده أنه "لا يسعى إلى نقل الواقع" رغم التقاطعات مع ما يقدّمه هنا وهناك.

من المعرضرغم أنه يمارس الفن منذ سنوات طويلة إلا أنه لم كان معارضاً لمفهوم المعرض القائم على البيع، لافتاً إلى أن الفنون البصرية تحوّلت في الخمسين سنة الأخيرة إلى أداة استثمارية يتحكّم بها السوق وشروطه، وغدت القيمة المادية للعمل أهمّ من قيمته الجمالية، وما يدلّ على ذلك كيف يمكن أن تباع نسختين من العمل ذاته لأحد الفنانين بفارق كبير في ثمنهما، فقط لأن نسخة منهما اكتسبت قيمة إضافية بحكم مكانة مالكها السابق.

لم تتغير وجهة نظر طوالبة في هذا السياق، لكنه وجد ضرورة في إقامة معرضه الأول حتى ينتقل من مرحلة إلى أخرى في تجربته الفنية التي عليه أن يعرضها ضمن إطار معين لم يكن معنياً فيه من قبل، كما أنه يصرّ على تسعير أعماله بشكل رمزي لا على أساس آخر.

يلفت إلى أن مصدر تحفيزه وخروجه من حالة البلادة اليومية تكمن في العملية التي تسبق خروج العمل بصورته النهائية، والتي يقضيها في التأمل بوجوه الناس في المقهى والشارع باعتبارهم "مواد خام" وفي عملية الرسم التي تتبعها.

في ختام المعرض، سيعاد ترتيب الأعمال بشكل مختلف ليقرأ الكاتب هشام البستاني قصة له بعنوان "يحدث بعد منتصف الليل" التي كتبت كنص موازٍ للوحات علاء طوالبة ولأحد كوابيسه الذي ظلّ يلازمه في فترة سابقة.

المساهمون