"نساء الأندلس": مكانة تحددها الطبقة والمهنة

04 يوليو 2018
(رسم من العصر الأندلسي)
+ الخط -

منذ ثمانينيات القرن الماضي، نشطت بين أوساط المستعربين في إسبانيا حركة التأليف حول المرأة في العصر الوسيط في الأندلس، وحضورها في ميدان العمل، وانتماءاتها الطبقية والاجتماعية، وبرزوها في مختلف مجالات الحياة كشاعرة ومدرّسة وطبيبة وفلكية وعالمة، إلى جانب تواجدها الدائم في ساحات الدرس والمناظرات الأدبية.

ولا تكتفي المصادر التاريخية بذكر أحوال النساء من علية القوم، بل تذكر أن نساء نساء العامة واجهن قسوة الحياة وشظف العيش، فمنهن من كانت عطارة أو حارسة بستان أو عاملة في دور الخراج، أو في التجارة، أو في أعمال الغزل والنسيج.

"نساء الأندلس: تأملات تاريخية حول النساء في الأندلس" عنوان المحاضرة التي تلقيها الباحثة الإسبانية ماريا تيريزا كاسال المتخصّصة في عند الثانية والنصف من بعد ظهر غدٍ الخميس في "البيت العربي" في مدريد، في لقاء سادس ينظّه البيت في سلسلة محاضرات حول رؤية المرأة الأندلسية من خلال ما يعكسه علم الآثار.

تعمل المحاضِرة في البحث والتدريس في علم الآثار في الأندلس، وقدّمت أكثر من ثلاثين ورقة علمية ودراسة حول مقابر المسلمين قرطبة والعالم الجنائزي خلال فترة الأمراء الأمويين، والتوسع الحضري في المدن واستخدام الفضاءات العامة.

تقف كاسال عند عدّة محطّات أساسية تمثّل تطوّر الدور الذي لعبته نساء الأندلس، حيث لعب الاختلاط في الزواج بين العرب والإسبان وغيرهم من الشعوب التي حكموها إلى ظهور طبقة اجتماعية جديدة من المولدين كان لهم مساهمتهم في تجديد الغناء والموسيقى خاصة النساء منهم، وفي الوقت نفسه باتت واضحة مشاركة المرأة في الحياة السياسية من خلال التأثير أزواجهن وأولادهن من الولاة والخلفاء، وتشير المراجع إلى انخراطهن في اتخاذ عدد من القرارات أو تدبير المؤامرات التي أفضت إلى قتل أو إقصاء عدد من القادة.

تذكر صاحبة "مدافن المسلمين في قرطبة" أمثلة عديدة لشاعرات أندلسيات وكاتبات ومعلمات وخطّاطات وفنانات، وظهورهن في المجال الاقتصادي من خلال مهن عديدة كصناعة الأطعمة والأشربة فأصبحن فاعلات في مجتمعهن وساعد في رفع مكانتهن، إلى جانب الحضور الفاعل للجواري في معظم مناحي الحياة والذي نافس الحرائر في أحيان كثيرة.

المساهمون