ولد صاحب رواية "انتحار الفراشة" في مدينة ظفار وتلقّى تعليمه في "المدرسة السعيدية" حيث تخرّج منها عام 1960، ثم انتقل إلى الإقامة في العاصمة العُمانية ومنذ ذلك الوقت بدأ نشاطه السياسي المعارض حيث تعرّض بسببه للسجن والنفي قبل أن يدخل في عزلته التي لازمته حتى رحيله.
كان الزبيدي أحد الناشطين في صفوف الحركة الطلابية في القاهرة، ومنها ذهب إلى دمشق لمواصلة دراسته الجامعية في القانون، وهناك أقام حوالي خمسة عشر عاماً كما أمضى جزءاً من حياته في العراق، وبدأ الكتابة في قضايا سياسية واجتماعية مسكوت عنها في تلك المرحلة.
اختار الراحل اعتزال العمل الثقافي والسياسي بعد ذلك، مؤمناً بأن المثقّف الحقيقي لا تدجّنه السلطات، وكان يرى أن "المؤسسة الثقافية إن لم تكن ديمقراطية ومتحررة من هيمنة السلطة كيف لها أن تقوم بدورها الطبيعي: أن تحرّر الآخرين من كل أشكال الهيمنة".
استخدم أسلوباً رمزياً في التعبير عن الواقع محمّلاً برؤية نقدية عميقة، ففي مجموعته القصصية الأولى يتناول شخصية عبيد العُماني السلبية اليائسة والتي ستنتحر في نهاية المطاف، وسط سرد ساخر لمجريات الأحداث التي حوّلته من شخص حر إلى مجرد عبد مستلب الشخصية والإرادة بعد أن فقد أغلى ما يملك وهي حريته.
في روايته "امرأة من ظفار" يقدّم من خلال تناوله لتاريخ ظفار، المعتقدات واللغات والفنون والعادات والتقاليد والمساكن وطرق الحياة، من المعتقدات الدينية المؤثثة بالآلهة القدامى التي عُبدت في جنوب الجزيرة العربية، وصولاً إلى الثورة التي شهدتها في العصر الحديث.
تمثّل تجربة الزبيدي في السرد تكثيفاً واستحضاراً لثقافته واطلاعه الواسعين، حيث يرصد مواسم الرعي والهجرات والصيد، وتحضر الآلهة الوثنية القديمة التي ظلّت حاضرة في الذاكرة الشعبية رغم انتقاء رمزيتها الدينية، وكذلك يوظّف اللهجات القديمة التي لا يزال يتحدّث بها سكان الجنوب العُماني، وتشابكات الميثولوجيا والخصوصيات الثقافية والصراع الطبقي مع السياسة ومتغيّراتها.
من أبرز مؤلّفاته "أحوال القبائل عشية الانقلاب الإنكليزي في صلالة" (2008)، وسنوات النار" (2012)، و"الانتماء..النبي العُماني يونس" (2016).