"ملف سري": شخصيات هاربة إلى الماضي

01 مارس 2018
(من العرض)
+ الخط -
انتقلت مسرحية "ملف سري" إلى خشبة "مسرح الثغر" في مدينة بورتسودان في عروض انطلقت في التاسع عشر من الشهر الماضي، وتتواصل حتى مساء يوم غدٍ الجمعة، بعد عرضها في الخرطوم وأم درمان والدوحة بدءاً من أيلول/ سبتمبر الماضي.

العمل من تأليف وتمثيل عوض حسن الإمام (المعروف بعوض شكسبير) وإخراج محمد نعيم سعد، ويشارك في أداء الشخصيات عدد من الفنانين، منهم: جمال عبد الرحمن، ومحمد عبد الله كابو، ومحمد جلواك، وسامية عبد الله، وأمير عبد الله.

"ملف سري" تقدّمها "فرقة الأصدقاء المسرحية" التي تأسّست منذ أكثر من ثلاثين عاماً وقدّمت أعمالاً عدّة؛ من بينها: "أبيض وأسود" و"المهرج" و"النظام يريد" إلى جانب دراما تلفزيونية تحمل رؤية نقدية تجاه القضايا السياسية والاجتماعية التي يعيشها السودان.

تدور أحداث العرض الجديد في إحدى دور المسنين التي يقيم فيها ثلاثة رجال وإمرأة، يواجهون مصيراً قاسياً في عزلتهم الأخيرة، فتستيقظ ذاكرة كلّ واحد منهم لتذهب نحو الماضي وتقارنه بما يحدث حالياً من تراجع وتدهور قيمي في جميع مناحي الحياة.

في حديثه لـ "العربي الجديد"، يشير مؤلّف العمل عوض الإمام إلى أنه "اختار دار العجزة من أجل لفت نظر الناس إلى هذه المأساة التي تحتاج إلى تفكير جماعي فيها"، مضيفاً "هؤلاء فقدوا أبناءهم وذويهم ولم يبق لهم غير إخوتهم وأبنائهم في الإنسانية الذي يتشاركون معهم محنتهم في الدار".

ويرى أن "أبطال العمل يمثّلون شخصيات سودانية عادية مهزومة، وقد نجدهم في كلّ بيت"، لافتاً إلى أنهم يقرّرون في لحظة أن يخوضوا معركتهم في مواجهة فساد الإدارة فتستخدم ضدّهم المسكنات، وحين يعلمون بقرب قدوم وفد حكومي لتفقّد أحوالهم، يحضّرون إثباتاتهم من أوراق وشهادات ليقدّموها للوفد الذي تلغى زيارته، ويكتشفون أن الغاية منها كان بيع الدار.

يجري عرض قصة كلّ شخصية وتتبّع الأحداث التي قادتها إلى هذا المكان، وفي استدعاءاتها تظهر قسوة المجتمع وزيف مبادئه وخراب عقده الاجتماعي ونسيجه والفساد الذي بات ينخر المؤسسات وتخلّي السلطات عن مسؤولياتها وواجباتها، وانكساراتها بعد أن أخفقت أحلامها في الحب والتغيير والإحساس بالأمان.

المساهمون