لا يُعتبر مشهد الفن المعاصر في مصر من أقوى المشاهد العربية، ولا يلقى الدعم من المؤسسة الرسمية، وما تزال معظم صالات العرض الخاصة في القاهرة تميل إلى تقديم الفن بشكله التقليدي، أما الفنون الأدائية والأعمال المعاصرة فما زالت متأخرة مقارنة ببلدان أخرى مثل لبنان أو تونس أو المغرب.
من هنا، جاءت مبادرة "شيء آخر" غير الربحية والمستقلة التي تسعى إلى دعم الفنون المعاصرة في مصر، بتنظيم "بينالي الفن المعاصر" الذي انطلق في الأوّل من الشهر الجاري ويتواصل حتى الخامس عشر منه.
هذه هي الدورة الثانية من التظاهرة، وتتناول موضوع "ماذا لو لم يحدث؟" بمشاركة أكثر من مئة فنان من بلدان مختلفة، إلى جانب القيمين، وفناني الأداء، والموسيقيين، وخبراء الفن، من مصر وإيطاليا وألمانيا والبرتغال والنمسا وأندونيسيا وغيرها.
يمثّل الشعار دعوة إلى تخيّل عالم مختلف، لأن التاريخ اتخذ مساراً قادنا إلى أن نصبح ما نحن عليه. فماذا لو كان تاريخ الفن غير أوروبي ولم تكن معظم الممارسات المعاصرة موجودة في لندن أو نيويورك؟
من فعاليات اليوم، الثلاثاء، محاضرة للفنان المعاصر شادي النشوقاتي، الذي يستفيد من العمارة والجغرافيا في معظم أعماله التي تجمع الرسم بالتصميم والتوثيق والفوتوغرافيا.
كما يتضمّن برنامج البينالي ورشة للرسم على الجدران يقدّمها أحد أرز فناني الغرافيتي في أميركا اللاتينية، البرازيلي آمارو أبرو، ومن المفترض أن تنتهي الورشة بإنتاج أعمال في عزبة خير الله، تغيّر من مشهد الحي، حيث تسعى الورشة إلى إشراك الناس من خلال الفن ودعوة المجتمع المحلي ليكون جزءاً من العملية.
يُنظّم القائمون على التظاهرة أيضاً ورشتي "الحكي البصري" و"المونتاج السينمائي" في "درب 1718"، الأولي يقدّمها المخرج هاني سامي، والثانية المونتير عماد ماهر.
أما الفنان المصري كارم إبراهيم، فيحضر في البرنامج من خلال محاضرة بعنوان "الديناصورات، كذبة كبيرة جداً، لم تكن هناك وعلى الأرجح لن تعود".
في المحاضرة يتناول إبراهيم مفارقات أن الديناصورات موجودة فقط في الأفلام والكتب الخيالية. جميع المحاولات التي قام بها العلماء لإثبات وجودها كانت تلقى فشلاً مذهلاً. ومجرد فكرة أن هذه المخلوقات كانت على الأرض منذ ملايين السنين هي أبعد من أي خيال.
كما يشتمل البرنامج ندوة بعنوان "الفنان والقيّم" يشارك فيها كل من فيصل سمرة من السعودية، وأدريانا تشيرنين من بلغاريا، وفالنتينا ليفي من إيطاليا.
يحضر أيضاً عرضان أدائيان من أندونيسيا؛ الأول مشاهد من فن فلكلوري يصوّر الروح القتالية لشعب آتشيه، و"آسيا لنكن عائلة"، الذي يتناول تحدي العيش في منطقة نائية مع محدودية طرق الوصول إلى الأشياء البسيطة والسهلة في الحياة اليومية في المدينة.