"أندلسيات الجزائر": مدارس على طول البلاد

06 سبتمبر 2017
(ليلى بورصالي)
+ الخط -

بخروج العرب من الأندلس أواخر القرن الخامس عشر، شكّلت جغرافيا المغرب العربي حاضنة لهم ولإرثهم الحضاري، وكانت هجرة أهل الموسيقى والغناء إلى الحواضر المغربية هي الأكثر حضوراً في البيئة الجديدة، حيث ورثت ثقافتهم وصارت جزءاً أساسياً من هويتها الثقافية.

في الجزائر حيث تُنظّم مهرجات عدّة تختصّ بالموسيقى الأندلسية، برزت ثلاث مدارس رئيسية، هي: تلمسان، ويشتهر فيها "الغرناطي"، وفي العاصمة يسمّى "الصنعة" وينسب إلى مدرسة قرطبة، بينما يدعى في قسنطينة بـ"المالوف" ويتنسب إلى مدرسة إشبيلية، وبين هذه المدن انتشر شيوخ الغناء وتلامذتهم على طول البلاد وعرضها.

من هذه التظاهرات، تستضيف مدينة الجزائر غداً الخميس الدورة الرابعة عشرة لـ "أندلسيات الجزائر" التي تتواصل حتى 23 من الشهر الجاري، وتتوزّع فعالياتها بين "قاعة ابن خلدون" و"مدرسة الشيخ عبد الكريم دالي".

الملتقى الذي تنظّمه "مؤسسة فنون وثقافة" تحت شعار "نجوم وجمعيات"، يُفتتح بحفل لفرقة "الفنون الجميلة" والمطربة ليلى بورصالي (1976) المقيمة في باريس، والتي تؤدّي أغانيها ضمن قالب الحوزي، الذي يتميّز بطول قصيدته ووحدة موضوعها وكذلك النوبة والموشّح والزجل التي يتضمّنها ألبومها الأخير "حسن السلام" (2015).

مساء الجمعة، سيكون الجمهور على موعد مع فرقة "الغرناطية" التي تأسّست في القليعة عام 1972، وتعدّ من أوّل المدن الجزائرية التي أسّسها الأندلسيون عام 1550، وسترافقها الفنانة زكية قارة تركي (1961)، التي تجمع بين الغناء والعزف على أكثر من آلة شرقية وغربية، وتقدّم الأندلسيات إضافة إلى مقطوعات تنتمي إلى مدارس مختلفة في التراث المغاربي.

وتشارك جمعية "الجنادية" والفنانة جيهان هواري (1996) التي لا تزال تدرس في كلية الطب، وتعزف في الوقت نفسه على الكمان وتقدّم مقطوعات النوبة والحوزي، كما تقيم "الجمعية الأندلسية" (الجزيرة) حفلها بمشاركة الفنان محمد بن ياسين (1972) الذي يدرّس الموسيقى إلى جانب عزفه على الغيتار وآلات شعبية.

من بين العروض المشاركة؛ حفل لفرقة "جمعية قرطبة" ترافقها المطربة هيبة زهري (1998)، وفرقة "جمعية مزغنة" يشاركها الفنان أحمد تكجوت المعروف بـ "حميدو" (1966) الذي يزاوج بين تجربته في غناء الراب وتقديمه عدّة أشكال غنائية، ولديه حفلات وتسجيلات عديدة في غناء الأندلسيات.

المساهمون