تقع قرية شطب جنوب أسيوط، وتوفر -حسب الباحثة- نموذجاً مصغراً للتاريخ الريفي فيها خاصة في المواقع القديمة والأثرية منها.
تعد قرية شُطْب من أقدم قرى محافظة أسيوط، حيث تقع في الجنوب الغربي لها، وتستقر على تل كبير من حطام المنازل والجدران، التي تظهر عليها آثار الحرق، ويعود تاريخها الأثري إلى 2000 عام قبل الميلاد.
يقول بيان المحاضرة إن القرية "توفر سياقاً أركيولوجياً وأنثروبولوجياً قلّ العثور على مثله محفوظاً في وادي النيل المصري: قرية بحجم متوسط تضمّ في مناطقها الحالية مدخلاً مستمراً للمواقع التاريخية القابلة للبحث".
مع هذا فإن الجانب الأثري فيها مهدّد باستمرار، نظراً لعدة عوامل من بينها استخدامه كأماكن للتخلص من النفايات، والزحف المتواصل بأبنية من الطوب الأحمر أو الإسمنت، التي تغيّر من شكل العمارة في المنطقة الأثرية وتُهاجمها، بينما تكشف الدراسات أن البنية التحتية لهذه القرية بأكملها هي كنوز أركيولوجية.
وإلى جانب التهديد الكبير للآثار، فإن الممارسات نفسها تهدد صحة سكان القرية ومنازلهم، هناك كمية كبيرة من النفايات بدأت تتجمع في المنطقة الأثرية، كما تلوث الماء فيها، فضلاً عن أعمال التنقيب غير المشروع.
في هذا السياق، يقوم "المتحف البريطاني" حالياً، بمشروع تقوده بعثة من الباحثين البريطانيين والمصريين -إيلونا ريغولسكي جزء منه-، يهدف إلى إعادة بناء المكان والمحافظة على الآثار فيه، وبالتالي الحفاظ على "التاريخ البعيد لأسيوط"، ويجري مسحاً وتوثيقاً للآثار الفرعونية فيها وعلاقتها بالتاريخ القديم، حيث يتضمن المسح والتوثيق موقف سكان القرية من طبقات التاريخ التي تقوم عليها.
هذه النقاط المختلفة ستكون موضع نقاش وطرح في محاضرة ريغولسكي القيّمة على "الثقافة المصرية المخطوطة"، في قسم تاريخ "مصر والسودان" في المتحف البريطاني. كما أنها تعيد إلى أذهاننا أسئلة من قبيل الإهمال المصري الرسمي، كما أن الاهتمام المبالغ فيه من طرف جهات غربية -كالمتحف البريطاني-، يطرح كذلك أسئلة من نوع آخر.