أسلحة أيام زمان.. "بارود وجوهر" في "المتحف الإسلامي"

24 اغسطس 2017
(درع قاجاري صنع في القرن التاسع عشر، إيران)
+ الخط -

ظّلت صناعة السيوف حرفةً أساسية في مدن بلاد الشام والجزيرة العربية حتى القرن الخامس عشر، وشهدت تطوّراً كبيراً في تعدّد أشكالها وزخرفتها وطرائق تصنيعها، قبل أن تنتقل بعد ذلك إلى حواضر أخرى في فارس وتركيا وآسيا الوسطى، وتتحوّل بفعل الاستغناء عن وظيفتها القتالية إلى تحف فنية للاقتناء فقط.

يواصل "متحف الفن الإسلامي" تنظيم معارض تختصّ بصناعات ازدهرت في عهود إسلامية سابقة، حيث يستمرّ فيه معرض "نسيج الإمبراطوريات" حتى السابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل، والذي يضمّ نماذج من السجّاد والحرف والحلي صُنعت بين القرنين السادس عشر والثامن عشر.

في السياق نفسه، يُفتتح الأحد المقبل معرض "البارود والجوهر"، الذي يتضمّن أسلحة بيضاء ونارية تعود إلى الفترة الممتدّة من القرن السابع عشر حتى التاسع عشر، وهي من ممتلكات جامع المقتنيات القطري فاضل المنصوري، أحد أبرز المقتنين في المنطقة.

ومن المعروف أن "الجوهر" هي التسمية التي تُطلق على التوشيحات الظاهرة على نصل السيف ضمن عملية تصنيع الفولاذ من دون تدخل من الصانع أو النقّاش، ويظهر الجوهر على شكل خطوط حرّة ذات ألوان قزحية، أو خطوط وبقع دائرية أو متعرجة وغالباً ما تبدو على شكل أمواج أو غيوم لونية.

المعرض الذي يتواصل حتى الثاني عشر من أيار/ مايو 2018، يضم مقتنيات متنوعة "صُنعَت غالبيتها في تركيا وإيران والهند، ويلقي الضوءَ على فنون الحرف اليدوية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من الإتقان في تلك البلدان في زمن الإمبراطوريات العثمانية والصفوية والمغولية التي كانت تعتدّ بصناعة الأسلحة وفنونها"، بحسب المنظّمين.

كما تضمّ المعروضات تشكيلة مختارة من أفضل الأمثلة على تنوّع الأساليب الفنية، ومنها الأسلحة المرصّعة بالعاج والقرون والخطوط التي كانت سائدة في تلك الحقبة، إضافة إلى مجموعة مصنّعة من الفولاذ الدمشقي الذي شكّل علامة بارزة على جودة المقتنيات، وتناقَل صناعته حرفيون مهرة في ذلك الوقت قبل اندثارها.

تُعرض المقتنيات ضمن قسمين؛ يسلّط القسم الأول الضوء على تصنيع الأسلحة البيضاء، بينما يلقي القسم الثاني نظرة على صناعة الأسلحة النارية في العالم الإسلامي، كما تقام مجموعة من الندوات والورش والبرامج التعليمية حولها.

المساهمون