مقابل ذلك، لا يزال المتحف في البلدان العربية يشابه أغلب المراكز والمؤسسات الثقافية التي تتوجّه فعالياتها إلى فئة محدّدة من الدارسين والمثقفين، كما تمثّل الآثار والأعمال الفنية معظم مقتنياتها، ولم تستطع أن تتواصل بصورة وثيقة مع المجتمع والمدرسة لتساهم في تشكيل هوية معبّرة عنهما.
في هذا السياق، يُمكن النظر إلى الاحتفاليات التي تنظّم في أكثر من مدينة عربية في "يوم المتاحف العالمي" الذي يصادف الثامن عشر من أيار/ مايو، حيث تدعو المتاحف العربية الزوّار لارتيادها مجاناً في هذا اليوم، وتقيم محاضرات وأنشطة متخصّصة يشارك فيها عدد من الخبراء والباحثين.
تحمل احتفالية هذا العام شعار "تاريخ النزاعات: سرد ما لا يقال في المتاحف"، وهو تقليد اتبعه "المجلس العالمي للمتاحف" (ICOM) عام 1992، وكانت "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونسكو) قرّرت عام 1977 تخصيص يوم لـ"زيادة الوعي بأهمية المتاحف في تنمية المجتمع، وأن تتخطّى التظاهرة الحدود الجغرافية والحواجز"، بحسب بيان المنظّمة.
من جهتها، أطلقت "اللجنة الوطنية المصرية للمتاحف" احتفاليتها أول أمس لتتواصل ثلاثة أيام، وتضمّنت عدّة ندوات وورشات، وتقديم تخفيضات خاصة على سلسلة كراسات متحفية تصدرها اللجنة، أما وزارة الثقافة العراقية فاكتفت بإقامة معرض صور للآثار التي دمّرها "تنظيم داعش"، كما وجّهت الدعوة إلى زيارة "المتحف الوطني" الذي أشارت في بيانها أنه "يحتل المرتبة الخامسة عالمياً" من دون أن توضّح ماهية هذا التصنيف والأسس المعتمدة فيه.
في مسقط، اختتمت حلقة العمل التي تنظّمها "متحف بيت الزبير" وقدّمت خلاله أوراق حول "المخطوطات والمخاطر"، و"التجربة العُمانية في الآثار المغمورة بالمياه"، و"الممتلكات الثقافية المادية والجهود المبذولة للحفاظ عليها"، بينما اختارت "هيئة البحرين للثقافة والآثار" أن تقيم في هذه المناسبة حفلاً موسيقياً للمغني الإيطالي روبيرتو كريسكا بمرافقة عازف البيانو جيانفرانكو بابالاردو فيوموارا.