سارة مارتينيتي: المفاهيمية وأسئلة تخصّنا

16 ابريل 2017
(من مقتنيات سيغلوب)
+ الخط -

تعود القيّمة والباحثة التشكيلية الفرنسية سارة مارتينيتي إلى تجربة الباحث والقيّم الأميركي سيث سيغلوب (1941-2013)، في محاضرة تلقيها في متحف "سرسق" في بيروت عند السابعة من مساء الخميس المقبل، 20 من الشهر الجاري.

المحاضرة بعنوان "تمّ النقل: وسائل سيث سيغلوب للانتقال من الفن المفهومي إلى القماش" وقد اختارت فيها مارتينيتي العمل على تجربة أحد القيمين المشتغلين على أشكال مختلفة من الفن، لكن اسمه ارتبط بشكل خاص وحاسم بالمفاهيمية، حتى أنه سمّي "أب الفن المفاهيمي" لدوره الأساسي نهاية الستينيات، في صعود هذا الشكل والترويج لهذه المدرسة الإشكالية والصعبة في الفن الحديث، وتقديمها في أوروبا وأميركا وكندا، ومن المفارقات التي يجدر الوقوف عندها أن يكون هذا الدور لقيّم وليس لفنان.

ومنذ أن نفّذ سنة 1968، مشروع "كتاب إكزيروكس"، ثم قدّم "يناير 5-31"، وهما معرضان جماعيان لأعمال مفاهيمية، أعاد معهما تعريف مساحة وفضاء العرض، حين أطلق شعار "لا تحتاج إلى جدران لكي تعرض فكرة"، وهذا هو جوهر ترويجه وتقديمه للفن المفاهيمي، حيث يمكن عرض الأفكار، فنياً، من خلال كاتالوغ أو ملصق أو إعلان.

سيغلوب أيضاً من المقتنين الكبار في عالم الفن، ولديه اهتمام خاص بالأقمشة والنسيج وامتلك مجموعة كبيرة منها أصبح جزء كبير منها موزّعاً بين متاحف في نيويورك وأمستردام، بل إنه هجر الفن المفاهيمي فترة من أجل ملاحقة شغفه الجديد بتاريخ الأقمشة، من هنا يأتي عنوان محاضرة مارتينيتي.

صحيح أن محاضرة الباحثة الفرنسية تتعلّق بتجربة سيغلوب في نشر الفن المفاهيمي، وتتطرّق خلال ذلك إلى تجربة القيّم والباحث التشكيلي ودوره الثقافي، لكن موضوع المحاضرة يدفعنا إلى طرح أكثر من سؤال؛ الأول عن الفن المفاهيمي العربي، تاريخه وأسمائه وهل هناك من يؤرّخ لهذه المدارس ودخولها إلى التجربة المعاصرة في الفن العربي؟

والسؤال الثاني هو عن علاقة القيّم العربي بالبحث والنقد التشكيلي، وتبنّي شكلٍ فني معين بهدف تقديمه ونشره والتعريف به أو التشبيك مع جماعات وفنانين ومؤسسات لتقديمه.

تبدو حركة تاريخ الفن وبحوث الفن المعاصر العربية بطيئة ومتأخّرة، وقد تكون علاقة القيم بالفنان والفن ذات طابع نفعي وتنظيمي أكثر من أن تكون علاقة شغف؛ بضع ملاحظات قد تستحقّ التوقّف عندها والبحث فيها.

دلالات
المساهمون