"الفن الناضج": خمس تجارب من السبعينيات

30 نوفمبر 2017
نور الدين بلهاشمي/ الجزائر
+ الخط -

في "متحف الفن الحديث والمعاصر" بمدينة وهران، يجتمع خمسة فنانين في معرض جماعي يحمل عنوان "الفن الناضج"، افتتح مؤخراً ويتواصل حتى العاشر من كانون الثاني/ يناير المقبل.

يقدم المعرض مئة لوحة تمثل تجارب جيل تشكيلي جزائري، بدأ عمله الفني مطلع السبعينيات من داخل الجزائر وظل فيها؛ وهم عبد الرحمن مكي، ومراد بلمكي، ونور الدين بلهاشمي، وعثمان مرصلي، ومحمد ولهاصي.

تكشف الأعمال المعروضة، ميل هذا الجيل إلى الأسلوب التجريدي، واستخدام الحروف والرموز، كما أن هناك بعض اللوحات التي أنجزت بتقنيات رقمية. أما المواضيع التي انهمك فيها الفنانون، فتتناول الهجرة السرية بشكل أساسي، وتشخيص المرأة، كذلك اهتمت بعض اللوحات بالمشهد اليومي للحياة في الجزائر.

يلجأ الفنان مراد بلمكي (1952)، الذي درس الفن واحترفه، إلى تقديم أعمال تتداخل فيها الأشكال بالألوان، ليبني من خلالها احتمالات تعبيرية لا نهائية. يرسم بلمكي طبقات وطبقات من الألوان المستوحاة من البيئة المغاربية في العموم.

أما محمد ولهاصي (1943) ابن مستغانم الذي عاش فترة من حياته في المغرب، فتمثل رسوماته الحياة اليومية وتفاصيلها وموضوعاتها، وتبدو لوحاته كما لو كانت التقاطاً حيوياً للحظة ما ومحاولة لتثبيتها. 

بدأ ولهاصي عرض أعماله عام 1970، ولم يتلق أي تعليم فني فهو فنان فطري لم يدرس التشكيل ومدارسه، رغم ذلك يحترف في لوحاته التعبيرية الرقمية.

الفنان نور الدين بلهاشمي (1954)، يستخدم تقنيات مختلفة من بينها الحفر، درس الفن في باريس، وبدأ تدريسه في الجزائر عام 1979، يجمع في أعماله بين الحرف العربي والرموز المغاربية.

ومثل بلهاشمي يعمل التشكيلي عبد الرحمن مكي (1957)، الذي يدير مدرسة للفن في وهران، على الحروفيات ويمزجها مع الأشكال التجريدية بالألوان الزيتية، ولا يدخل أي تقنيات أخرى من حفر وطباعة، يصف الفنان نفسه بأنه "نصف تجريدي"، معتبراً أن هذه الطريقة تساعده في كشف العلاقة بين الواقع وتمثلاته في الفن.

في المعرض أيضاً أربعة أعمال للتشكيلي عثمان مرصلي، اعتمد فيها الألوان الرقمية، واعتمد على برنامج لمعالجة تموجات اللون وتدرجاته.

ينتمي الفنانون الخمسة إلى مرحلة قلما وجدت فيها الحركة التشكيلية في الجزائر دعماً، وكانت تفتقر إلى المدارس الخاصة بالفن والورش التكوينية وصالات العرض، الأمر الذي كان سبباً في هجرة الفنان أو في أن تكون النقلات الفنية مجرد اجتهادات فردية لم يدعمها أحد، وجمع هذه التجارب الخمسة في معرض مشترك ليس إلا محاولة لتسليط الضوء على هذه الاجتهادات.

المساهمون