جيمس فرانكو: ما يحدث في أميركا مُرعبٌ للغاية

12 سبتمبر 2016
(المخرج جيمس فرانكو)
+ الخط -

يحمل آخر فيلم للأميركي، جيمس فرانكو (1978)، يُخرجه ويمثّل فيه أيضاً، عنوان "في معركةٍ مُشتبهٍ بها"، مقتَبَس عن رواية بالعنوان نفسه، للكاتب الأميركي الراحل، جون شتاينبك، صدرت عام 1936.

بعد تكريمه في "مهرجان دوفيل للسينما الأميركية (فرنسا)" في أغسطس/ آب 2016، عُرض فيلمه في "مهرجان البندقية السينمائي" (أيلول/ سبتمبر 2016): في ثلاثينيات القرن العشرين، تقع مواجهة بين 900 عامل مهاجر ومُلّاك الأراضي، بقيادة الشاب جيم نولان، الذي تؤدّي مثاليته النضالية إلى تحريض المضربين عن العمل على امتلاك شجاعة عدم الرضوخ مجدّداً أمام المتسلّطين، وعدم التنازل أبداً عن حقوقهم.

يقول جيمس فرانكو، الذي لا يكتفي بالتمثيل والعمل السينمائي (إخراجاً وإنتاجاً وكتابة)، لاهتمامه الشديد بالكتابة الأدبية والتدريس الأكاديمي أيضاً، إن فيلمه الأخير هذا "يتناول واقع الطبقة العاملة في الثلاثينيات"، من خلال قصة الإضراب والمواجهة، لأن الطبقة العاملة نفسها "عاملٌ أساسيّ في المجتمع"، وكل كلام عنها "مهم بالتأكيد". لكنه "ليس رجلاً ملتزماً ومناضلاً"، وهو، بفيلمه الأخير، يتحدّث، أيضاً، عن "أميركا اليوم"، واصفاً دونالد ترامب، المرشّح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، أنه "نجم تلفزيون الواقع"، مُعتبراً أنه "ليس الحلّ، بالتأكيد". مع هذا، يعترف أنه، شخصياً، "خائفٌ"، لأن "ما يحدث الآن مُرعِبٌ للغاية".

بعيداً عن السياسة والحكايات النضالية لعمّال مهاجرين يتحدّون سلطة الرأسمال، لا يتردّد جيمس فرانكو، المعروف بتأديته شخصية هاري أوزبورن في ثلاثية "الرجل العنكبوت"، عن التمثيل في أفلامٍ سجالية أيضاً، كـ "مِلْك" (2008) لغاس فون سانت مثلاً (حكاية رئيس بلدية سان فرانسيسكو هارفي مِلْك، أول سياسي أميركي يعترف بميوله المثلية، الذي يتمّ اغتياله في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1978)، و"الحفرة" (2010) لـ روب أبشتاين وجيفري فريدمان (قصة حقيقية أيضاً، عن الشاعر الأميركي آلن غينسبيرغ وقصيدته "الحفرة"، التي أثارت ضجة عند قراءتها علناً للمرة الأولى عام 1957، والتي بسببها حوكم ناشرها لورنس فرلينغتي بتهمة "نشر نصّ فاحش").

يقول، إن هوليوود تُنتج أفلاماً ذات إمكانيات تجارية ضخمة، بهدف تحقيق أرباحٍ مالية: "لكن، في قلب النظام الإنتاجي الهوليوودي، لا يزال هناك مكانٌ للمشاريع المثيرة للاهتمام، والمختلفة عن هذا الطابع". يُقدِّم أمثلة: أعمال الأخوين جويل وإيثان كُوِن وديفيد لينش وداني بويل وغيرهم: "بدأ هؤلاء جميعهم بأفلام ذات ميزانيات صغيرة. لاحقاً، بعد أن تمّ الوثوق بهم، مُنحوا ميزانيات كبيرة".

يرى أن صناعة السينما "أعمال تجارية ومالية" بالتأكيد، لكنها أيضاً "فنٌّ". لهذا، يقول بضرورة إيجاد توازن بين الجانبين في تحقيق الأفلام السينمائية: "أعتقد أني توصّلت إلى هذا الأمر، في بعض الأفلام التي صنعتها".

المساهمون