أوركسترا عمّان الوطنية: صوت السينما

20 سبتمبر 2015
(الأوركسترا في إحدى حفلاتها)
+ الخط -

لقي كثير من المؤلّفات الموسيقية التصويرية التي وُضعت لأعمال سينمائية ودرامية، سواءً العربية أو الأجنبية، شهرةً ورواجاً لا يقلّان عن الأفلام نفسها؛ حتى أنّ موسيقيين كثيرين، نقلوها إلى خشبات المسارح وقدّموها بمعزل عن سياقها السينمائي أو الدرامي.

على سبيل المثال، نجد أنّ موسيقى فيلم "العرّاب" (1972) التي وضعها نينو روتا (1911 – 1979)، تُقدّم حتى يومنا على خشبات المسارح، وعمل كثيرون على إعادة توزيعها بطرق مختلفة، أبرزهم عازف الكمان الهولندي أندريه ريو.

عربياً، نلاحظ أنّ موسيقى مسلسل "رأفت الهجّان" لـ عمّار الشريعي (1948 – 2012)، ما زالت تحظى بجماهيرية كبيرة كما المسلسل، وقدّمها قبل أيّام عازف الكمان الفلسطيني جهاد عقل في حفلٍ في بيروت.

تقيم "أوركسترا عمّان الوطنية" مساء اليوم حفلاً بعنوان "صوت الأفلام"، تقدّم فيه أعمالاً وُضعت لأفلام أجنبية، على خشبة مسرح "الأوديون"، قرب المدرّج الروماني، في العاصمة الأردنية.

ثماني مقطوعات ستؤدّيها الأوركسترا، بقيادة المايسترو محمد عثمان صدّيق، تتراوح بين تلك التي وُضعت لأفلام قديمة، مثل "جميس بوند" (1962) التي ألّفها مونتي نورمان (1928)، وأخرى حديثة مثل موسيقى فيلم "شبح الأوبرا" (2004) لأندرو ويبير (1948).

في حديثها إلى "العربي الجديد"، توضّح عازفة الكمان في الأوركسترا، عُبيدة ماضي، أنّ الأعمال التي يتضمّنها الحفل اشتهرت لدى الجمهور، وبيعت على أقراص مدمجة بعيداً عن كونها أعمالاً تصويرية وحسب. تضيف: "هي أعمال مكتوبة أصلاً للأوركسترا، وما سنقوم به، هو دمج مجموعة الجمل الأبرز من كل عمل، وتقديمها في قطعة واحدة تعبّر عنه".

تغيب عن البرنامج أعمال عربية، فإلى جانب الفيلمين المذكورين، يضم الحفل أيضاً كل من موسيقى "قراصنة الكاريبي" لكلاوس باديت و"إيفيتا" لأندرو ويبير و"حرب النجوم" لجون ويليامز و"الآلة الكاتبة" لروي أندرسون و"صوت الموسيقى" لريتشارد روجرز و"المفرزة" لـ إس. باربر.

في هذا السياق، تقول ماضي: "تتسم الموسيقى التصويرية العربية، بارتكازها على آلات شرقية، كما يندر استخدام التوزيع الأوركسترالي لها؛ لذلك يتعذّر على الأوركسترا الغربية تقديمها".

يعتمد هذا النوع من الموسيقى، بشكلٍ أساسي، على قراءة المؤلّف للعمل السينمائي، محاولاً أن يقدّم مقطوعاتٍ مستلهمة من قصّة الفيلم وشخصياته، إذ يختلف الأمر عن تأليف قطعة أوركسترالية لم تُستلهم من سيناريو ما. حول هذه النقطة، توضّح ماضي: "أداء هذا النوع من الموسيقى، ربّما أصعب من أداء عمل كلاسيكي؛ لأنه يضم عناصر موسيقية متنوّعة، مثل الجاز والكونتري".

تضيف: "إلى جانب ذلك، ثمّة تركيبات إيقاعية ونغمية لا تتطرّق لها الموسيقى الكلاسيكية؛ لأنّ المقصود منها هو التعبير عن شخصية ما في الفيلم، أو مشهد معيّن مثلاً".

المساهمون