يوست زفاخرمان: أن لا تختفي أبداً

12 سبتمبر 2015
(1963 - 2015)
+ الخط -

"بعد وفاتك، لن تختفي أبداً. لن تبقى فقط في ذكريات أحبائك، بل ستبقى أيضاً في روح الفنون التي عشت من أجلها".

بهذه الكلمات، أنهى أحد أبرز كتّاب هولندا، وخبير الفنون الجميلة يوست زفاخرمان Joost Zwagerman حياته منتحراً ليلة الثلاثاء الماضي، مخلّفاً وراءه أكثر من عشر روايات ومجموعة من دواوين الشعر وكتباً ومقالات في الفن والموسيقى.

شكّلت هذه الكلمات مقدّمة كتابه "الجمال والإزعاج في الفن" (2015)، الذي كان مقرّراً إطلاقه في اليوم نفسه الذي وُجد فيها زفاخرمان منتحراً في شقّته الواقعة في بلدة هارليم الهولندية، إذ كان منتظراً أن يفتتح الكاتب الهولندي يومه بمقابلة مع إذاعة هولندية للحديث عن الكتاب الجديد المكوّن من مجموعة من مقالات متخصّصة عن الفنون البصرية التي برع في الكتابة عنها منذ الثمانينيات.

صدر أول كتاب للحائز على جائزة "ريشة الإوزة الذهبية" الهولندية (2008) ـ عن مساهماته في إثراء ثقافة بلده ـ سنة 1986 بعنوان "تضييق خناق"، تلته رواية "حيلة" (1989)، التي تناول فيها تفاصيل الحياة الليلية في مدينة أمستردام في الثمانينيات. اعتُبرت الرواية بمثابة الانطلاقة الحقيقية للكاتب، إذ وضعت اسمه في مصاف الأسماء الأدبية الكبيرة في هولندا. ولاحقاً، حُوّلت إلى مسرحية وصلت إلى جمهور كبير في هولندا.

في العام 1991، أصدر روايته الثالثة "ضوء مخادع" التي حصلت على "جائزة الأدب الهولندي"، وحُوّلت بعد سنتين إلى فيلم سينمائي من إخراج اليميني ثيو فان غوخ الذي اغتيل عام 2004 على خلفية مواقفه السياسية.

أصدر زفاخرمان (1963)، بعد ذلك، مجموعة من الأعمال الأدبية منها: "ستة نجوم" و"فوضى" و"شائعة"، وحصل على جائزة "بول سنويك" للشعر سنة 2007 عن ديوان "رأس مرفوع يذهب إلى الجنة" 2005.

ومنذ سنة 1985، بدأ بكتابة مقالات متخصّصة في الأدب والفنون البصرية وموسيقى البوب، كما ألّف كتباً سياسية في نقد الأيديولوجيا، وخاصة اليسار، منها "عار اليسارية" و"هتلر في أرض مستصلحة". وقد تُرجمت معظم أعماله إلى 12 لغة، منها الألمانية والهنغارية والإنجليزية واليابانية والتشيكية.

شكّلت محاولة انتحار والده الفاشلة علامة فارقة في حياته، وانعكست على مجموعة من أعماله التي عالج فيها موضوع الانتحار؛ كما في رواية "ستة نجوم" (2002)، و"من صنع يده" (2005).

ظلّت هذه الأجواء تخيّم حوله حتى شهرين من رحيله، حين أقدم صديقه الناقد الأدبي والموسيقي روجي فيغ على إنهاء حياته في 15 تموز/ يوليو الماضي، مخلّفاً حزناً وألماً كبيرين في قلبه، ومعجّلاً، على ما يبدو، في حسم قراره.

المساهمون