ذاكرة مترجمة

02 ابريل 2015
تجهيز لرندا مداح / سورية
+ الخط -

تبدو ذاكرتنا المسرحية ذاكرةً مترجمة. المكتبة المسرحية العربية أيضاً، تكاد تكون مكتبة مترجمة. أبرز السلاسل المسرحية العربية وأطولها عمراً هي أيضاً مترجمة (سلسلة "عالم المسرح"). وفي هامش الهامش تقبع المسرحية كجنس أدبي، سواء لدى الكتّاب أو الناشرين. لا نكاد نعثر اليوم على ناشر عربي ينشر مسرحاً، الاستثناءات نادرة، كما أن كتّاب المسرح أصبحوا على حافة الانقراض.

وقبل الكاتب والناشر، أدار المسرحي العربي وجهه إلى النص المترجم، باغتراب وشطط في حالات كثيرة. صحيح أن مسرح العالم هو أيضاً مسرحنا، والحضارة الإنسانية واحدة، لكن المسرح الذي أنتجته لغتنا ومنطقتنا هو أيضاً جزء من هذه الحضارة.

لا نستطيع أن نفهم كيف يُغرم البيارتة بمسرح إبسن، أو المقادسة بمسرح آرثر ميللر، ولا يقترب أي من الاثنين مجرّد اقتراب من مسرح سعيد تقي الدين (1904-1960). لعلّ السر في التمويل؛ فقسم لا يستهان به ممّا صدر خلال آخر عقدين (ناهيك عما أُنتج)، هو ممّا موّلته سفارات ومؤسسات أجنبية مهتمة بنشر ثقافتها.

ولعلّ الحل يكمن في إشاعة تقول إن "الحزب السوري القومي الاجتماعي" أطلق برنامج تمويل سخي لإنتاج مسرحيات سعيد تقي الدين وأن أصغر منحة هي 100 ألف دولار. هذه إشاعة لا يمكن تصديقها، أعرف. فلنُشِع إذاً أن السويد اكتشفت أصولاً اسكندنافية لتقي الدين ومنحته جنسيتها. هيا، لا عذر الآن في عدم قراءته.

دلالات
المساهمون