ضمن فعاليات "أيام الفيلم الألماني"، التي انطلقت منذ شهر وتستمر حتى نهاية العام الجاري، يُعرض اليوم في "قاعة ابن رشيق" في تونس العاصمة، فيلم "الكبش" لـ راينر فرنر فاسبندر، الذي يُعدّ من كلاسيكيات السينما الألمانية.
أُنتج الفيلم سنة 1969، وهو إعادة صياغة لمسرحية كتبها فاسبندر نفسه. تدور الأحداث في ميونخ، حين يأتي مهاجر يوناني، يورغوس، فيعرّي قدومه النزعة الزينوفوبية (كره الأجانب) لمجتمع يبدو متسامحاً.
سرعان ما يتداخل هذ الكره بالسياسة، حين يُتّهم يورغوس بأنه "شيوعي يهدّد سعادة الجماعة"، وهو تلميح من فاسبندر بأن شيئاً من الممارسات البدائية، من قبيل التضحية بـ"كبش فداء" لإقصاء الشر المتخيّل، لا زالت تسكن المجتمعات المعاصرة.
أثار هذا الفيلم، وهو الأول لصاحبه، جدلاً في ألمانيا الغربية وقت ظهوره في قاعات السينما، حيث قيل بأنه تعبير عن صعود وجهة نظر نقدية لمسلّمات المجتمع الألماني التي جرى غرسها بعد سقوط النظام النازي في 1945.
لعل شيئاً من هذا الجدل يدور اليوم في العالم، حيث أن العلاقة الودية (نظرياً بين الشعوب) كثيراً ما تفضحها الوقائع، ومن بينها الهجرة السورية الموسّعة باتجاه أوروبا التي كشفت حجم التوجّس من الأجنبي، وأيقظت أوروبا مرة أخرى على أسئلة وتناقضات لم تكن تصدّق أنها تحتويها.
اقرأ أيضاً: اللاجئ السوري على الخشبة الألمانية: "أهلاً بك" بالمقلوب